للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢ - (الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ) القرشيّ مولاهم، أبو العبّاس الدمشقيّ، ثقة، يدلّس تدليس التسوية [٨] (ت ١٩٤) (ع) تقدم في "الإيمان" ١٠/ ١٤٨.

٣ - (الْأَوْزَاعِيُّ) هو: عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو، أبو عَمرو الفقيه، ثقةٌ ثبت إمام [٧] (ت ١٥٧) (ع) تقدم في "المقدمة" ٥/ ٢٨.

٤ - (يَحْيَى) بن أبي كثير الطائيّ مولاهم، أبو نصر اليماميّ، ثقة ثبتٌ، يدلّس، ويُرسل [٥] (ت ١٣٢) (ع) تقدّم في "شرح المقدّمة" جـ ٢ ص ٤٢٤.

والباقيان تقدّما في السند الماضي، والله تعالى أعلم.

شرح الحديث:

(قَالَ) الأوزاعيّ (سَمِعْتُ يَحْيَى) بن أبي كثير (يَقُولُ: سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ) بن عبد الرحمن بن عوف (أَيُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ قَبْلُ؟) هي من الظروف المبنيّة على الضمّ؛ لقطعها عن الإضافة، ونيّة معناها، كما سبق قريبًا في "بَعْدُ"، أي: في أول الأمر، وفي رواية البخاريّ: أي القرآن أُنزل أول؟. (قَالَ) أبو سلمة: أول ما نزل من القرآن قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١)} [المدثر: ١] قال يحيى بن أبي كثير: (فَقُلْتُ: أَوِ {اقْرَأْ} أي: بل الأول سورة {اقْرَأْ}، فـ "أو" بمعنى "بل" الإضرابيّة.

وفي رواية البخاريّ من طريق حرب بن شدّاد، عن يحيى: "فقلت: أُنبئت أنه {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العلق: ١]، وفي رواية أبي داود الطيالسيّ، عن حرب: "قلت: إنه بلغني أنه أول ما نَزَل {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} ".

قال في "الفتح": ولم يُبَيِّن يحيى بن أبي كثير مَن أنبأه بذلك، ولعله يريد عروة بن الزبير، كما لم يبيّن أبو سلمة مَن أنبأه بذلك، ولعله يريد عائشة، فإن الحديث مشهور عن عروة، عن عائشة كما تقدم من طريق الزهريّ عنه مُطَوَّلًا. انتهى.

(فَقَالَ) أبو سلمة (سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ) - رضي الله عنهما - (أَيُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ قَبْلُ؟ قَالَ: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١)} [المدثر: ١] هذا محمول على أن المراد بالأولية أولية مخصوصة بما بعد فترة الوحي، بدليل قوله: "فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالسٌ على كرسيّ بين السماء والأرض"، أو مخصوصة بالأمر بالإنذار، لا أن