قال الجامع عفا الله عنه: هذا الإسناد نفسه تقدّم في الباب الماضي.
وقوله:(أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ)؛ أي: أخصّ، وأقرب، وأقعد؛ كقوله -صلى الله عليه وسلم-: "فَلِأَولى عصبة"؛ أي: لأقرب، وأحقّ.
وقوله:(فِي الأُولَى)؛ أي: في الدنيا؛ لأنه لا نبيّ بينهما.
وقوله:(وَالآخِرَةِ)؛ أي: لأنه ليس بينهما أحد أيضًا، ولذا جاء في حديث الشفاعة قول عيسى -عَلَيْهِ السَّلام-: "ولكن ائتوا محمدًا -صلى الله عليه وسلم-. . ." الحديث؛ لأنه ليس بينهما نبيّ.
وقوله:(قَالُوا: كَيْفَ يَا رَسُولَ اللهِ؟) قال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: هذا سؤال عن وجه الأولوية، فقال في الجواب:"الأنبياء إخوة من عَلَّات، أُمَّهاتهم شتى، ودينهم واحد، وليس بيني وبينه نبيّ"، وفي لفظ آخر:"أولاد عَلَّات". وفي "الصحاح": بنو العلَّات: هم أولاد الرجل من نسوة شتى، سميت بذلك لأن الذي يتزوجها على أُولى كانت قبلها، ثم علَّ من هذه، والعَلَلُ: الشرب