للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢ - (سَعِيدُ يْنُ الْعَاصِ) بن سعيد بن العاص بن أمية الأمويّ، قُتل أبوه ببدر، وكان لسعيد عند موت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- تسع سنين، وذُكِر في الصحابة، وَوَلي إمرة الكوفة لعثمان، وإمرة المدينة لمعاوية، مات سنة ثمان وخمسين، وقيل غير ذلك.

روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلًا، وعن عمر، وعثمان، وعائشة -رضي الله عنهم-.

وعنه: ابناه عمر ويحيى، ومولاه كعب، وغيرهم.

قال معاوية: لكل قوم كريم، وكريمنا سعيد، وقال أيضًا: أقيمت عربية القرآن على لسان سعيد؛ لأنه كان أشبههم برسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وقال ابن عبد البر: كان من أشراف قريش، وهوأحد الذين كتبوا المصحف لعثمان.

مات سنة (٥٨ هـ) ودُفن بالبقيع.

أخرج له البخاري في "الأدب المفرد"، ومسلم، وأبو داود في "المراسيل"، والنسائي، وابن ماجه في "التفسير"، وليس له في هذا الكتاب إلا هذا الحديث (١).

والباقون ذُكروا في الباب وقبله.

وقوله: (لَابِسٌ مِرْطَ عَائِشَةَ) "الْمِرْطُ" -بكسر الميم-: كساء من صوف، وقال الخليل: كساء من صوف، أو كتان، أو غيره، وقال ابن الأعرابيّ، وأبو زيد: هو الإزار، قاله النوويّ رحمهُ اللهُ (٢).

وقال الفيّوميّ رحمهُ اللهُ: "الْمِرْط": كساء من صوف، أو خَزّ، يُؤتزر به، وتتلفّع المرأة به، والجمع: مُرُوطٌ، مثلُ حِمْلٍ وحُمُولٍ. انتهى (٣).

وقولفه: (وَقَالَ لِعَائِشَةَ: "اجْمَعِي عَلَيْكِ ثِيَابَكِ" هو كناية عن كمال التستّر، وعدم بروز شيء من بدنها.

وقولها: (لَمْ أَرَكَ فَزِعْتَ لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ -رضي الله عنهما- كَمَا فَزِعْتَ لِعُثْمَانَ؟)؛ أي: اهتممت لهما، واحتفلت بدخولهما، قال النوويّ: هكذا هو في جميع نُسخ بلادنا: "فزعت" بالزاي، والعين المهملة، وكذا حكاه القاضي عن رواية


(١) راجع ترجمته في "تهذيب التهذيب" ٢/ ٢٦ - ٢٧.
(٢) "شرح النوويّ" ١٥/ ١٦٩.
(٣) "المصباح المنير" ٢/ ٥٦٩.