للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بِالْجَنَّة، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ آخَرُ، قَالَ) أبو موسى (فَجَلَسَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: "افْتَحْ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّة، عَلَى بَلْوَى تَكُونُ" أي: تحصل له، فـ "تكون" تامّة، قال ابن بطال رحمهُ اللهُ: إنما خُصَّ عثمان -رضي الله عنه- بذكر البلاء مع أن عمر -رضي الله عنه- قُتل أيضًا؛ لكون عمر لم يُمتحن بمثل ما امتُحِن عثمان، مِن تسلّط القوم الذين أرادوا منه أن ينخلع من الإمامة بسبب ما نسبوه إليه من الجور والظلم، مع تنصّله من ذلك، واعتذاره عن كل ما أوردوه عليه، ثم هجومهم عليه داره، وهَتْكهم سِتْر أهله، وكل ذلك زيادة على قَتْله، وحاصله: أن المراد بالبلاء الذي خُص به: الأمور الزائدة على القتل. انتهى (١).

(قَالَ) أبو موسى (فَذَهَبْتُ، فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ) -رضي الله عنه- (قَالَ) أبو موسى (فَفَتَحْتُ) له الباب (وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّة، قَالَ) أبو موسى (وَقُلْتُ الَّذِي قَالَ)؛ أي: ذَكَر له الذي قاله النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، من أنه تصيبه البلوى، إ فَقَالَ) عثمان -رضي الله عنه- (اللَّهُمَّ صَبْرًا)؛ أي: يا الله أسألك أن ترزقني صبرًا فيما يُصيبني من البلوى، (أَوِ) للشّكّ من الراوي؛ أي: أو قال: (اللهُ الْمُسْتَعَانُ)، وفي بعض النسخ: "والله المستعان" بالواو؛ أي: المطلوب منه المعونة هو الله تعالى، لا غيره.

وقال القرطبيّ رحمهُ اللهُ: قول عثمان: "اللهم صبرًا، والله المستعان"؛ أي: اللهم صبِّرني صبرًا، وأعنّي على ما قَدّرت عليّ (٢)، والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي موسى الأشعريّ -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية": في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٣/ ٦١٩٢ و ٦١٩٣ و ٦١٩٤ و ٦١٩٥ و ٦١٩٦] (٢٤٠٣)، و (البخاريّ) في "فضائل الصحابة" (٣٦٧٤ و ٣٦٩٣ و ٣٦٩٥) و"الأدب" (٦٢١٦) و"أخبار الآحاد" (٧٢٦٢) وفي "الأدب المفرد" (١١٥١)، و (الترمذيّ) في "جامعه" (٥/ ٦٣١)، و (النسائيّ) في "الفضائل" (٢٩ و ٣١)، و (أحمد) في "مسنده" (٤/ ٤٠٦ - ٤٠٧) وفي "فضائل الصحابة" (٢٠٩)،


(١) "شرح البخاريّ" لابن بطال ١٠/ ٤٨ - ٤٩، بزيادة من "فتح الباري" ١٦/ ٥١٠.
(٢) "المفهم" ٦/ ٢٦٧ - ٢٦٨.