للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تلك الحالة، ثم لما جاء أبو بكر، واستأذن له، فأمره أن يأذن له أمره حينئذ بحفظ الباب؛ تقريرًا له على ما فعله، ورضًا به، إما تصريحًا، فيكون الأمر له بذلك حقيقةً، وإما لمجرد التقرير، فيكون الأمر مجازًا، وعلى الاحتمالين لا وَهَمَ. انتهى كلام الحافظ رحمهُ اللهُ (١)، وهو تعقّب حسنٌ جدًّا، والله تعالى أعلم.

وقوله: (بِمَعْنَى حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ غِيَاثٍ)؛ يعني: أن حديث أيوب السختيانيّ أبي عثمان النهديّ بمعنى حديث عثمان بن غياث عنه.

[تنبيه]: رواية أيوب، عن أبي عثمان النهديّ هذه ساقها الترمذيّ رحمهُ اللهُ في "جامعه"، فقال:

(٣٧١٠) - حدّئنا أحمد بن عبدة الضَّبّيّ، حدّثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي عثمان النَّهْديّ، عن أبي موسى الأشعريّ، قال: انطلقت مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فدخل حائطًا للأنصار، فقضى حاجته، فقال لي: "يا أبا موسى امْلِك عليّ الباب، فلا يدخلنّ عليّ أحدٌ إلا بإذن"، فجاء رجل يضرب الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: أبو بكر، فقلت: يا رسول الله، هذا أبو بكر يستأذن، قال: "ائذن له، وبشّره بالجنة"، فدخل، وبشّرته بالجنة، وجاء رجل آخر، فضرب الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عمر، فقلت: يا رسول الله، هذا عمر يستأذن، قال: "افتح له، وبشّره بالجنة"، ففتحت الباب، ودخل، وبشّرته بالجنة، فجاء رجل آخر، فضرب الباب، فقلت: من هذا؟ قال: عثمان، فقلت: يا رسول الله، هذا عثمان يستأذن، قال: "افتح له، وبشّره بالجنة، على بلوى تصيبه".

قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وقد رُوي من غير وجه عن أبي عثمان النّهْديّ، وفي الباب عن جابر، وابن عمر. انتهى (٢).

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمهُ اللهُ أوّلَ الكتاب قال:

[٦١٩٤] (. . .) - (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ الْيَمَامِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ -وَهُوَ ابْنُ بِلَالٍ- عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّب، أَخْبَرَنِي أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ، أَنَّهُ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِه، ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ:


(١) "الفتح" ١٧/ ١١٥، كتاب "أخبار الآحاد" رقم (٧٢٦٢).
(٢) "جامع الترمذيّ" ٥/ ٦٣١.