وكلهم ذُكروا في الباب وقبله، و"يحيى بن سعيد" هو: الأنصاريّ، و"سَعِيدٌ" هو: ابن المسيِّب.
شرح الحديث:
(عَنْ سَعِيدٍ) هو: ابن المسيِّب، (عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقاصٍ) مالك بن وُهيب -رضي الله عنه-، وفي رواية للبخاريّ:"عن يحيى بن سعيد قال: سمعت سعيد بن الْمُسيِّب قال: سمعت سعدًا يقول … ". (قَالَ: لَقَدْ جَمَعَ لِي رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَبَويهِ يَوْمَ أُحُدٍ)؛ أي: في التفدية، وفي رواية للبخاريّ:"قال سعد بن أبي وقّاص -رضي الله عنه-: جَمَع لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم أُحد أبويه كليهما، يريد: حين قال: فداك أبي وأمي، وهو يقاتل".
وقال الحافظ -رحمه الله- ورأيت في هذا الحديث زيادة من وجه آخر مرسل، أخرجها ابن عائذ، عن الوليد بن مسلم، عن يحيى بن حمزة، قال: قال سعد: "رميت بسهم، فردّ علي النبيّ -صلى الله عليه وسلم- سهمي أعرفه، حتى واليت بين ثمانية أو تسعة، كل ذلك يردّه عليّ، فقلت: هذا سهم دم، فجعلته في كنانتي، لا يفارقني"، وعند الحاكم لهذه القصّة بيان سبب، فأخرج من طريق يونس بن بكير، وهو في المغازي: روايته من طريق عائشة بنت سعد، عن أبيها: "قال: جال الناس يوم أُحد تلك الجولة، تنحيت، فقلت: أذود عن نفسي، فإما أن أنجو، وإما أن أُستَشهَدَ، فإذا رجل محمرّ وجهه، وقد كاد المشركون أن يركبوه، فملأ يده من الحصى، فرماهم، وإذا بيني وبينه المقداد، فأردت أن