للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي رواية البخاريّ في "الجهاد": عن محمد بن المنكدر، عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "من يأتيني بخبر القوم؟ " يوم الأحزاب، قال الزبير: أنا، ثم قال: "من يأتيني بخبر القوم؟ " قال الزبير: أنا، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إن لكل نبيّ حواريًّا، وحواريّ الزبير".

وفي روايته في "المغازي": قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب: "من يأتينا بخبر القوم؟ " فقال الزبير: أنا، ثم قال: "من يأتينا بخبر القوم؟ " فقال الزبير: أنا، ثم قال: "من يأتينا بخبر القوم؟ " فقال الزبير: أنا، ثم قال: "إن لكل نبيّ حواريًا، وإن حواريّ الزبير".

وفي رواية النسائيّ: لمّا اشتد الأمر يوم بني قريظة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من يأتينا بخبرهم. . ." الحديث، وفيه أن الزبير توجّه إلى ذلك ثلاث مرات، ومنه يظهر المراد بالقوم في رواية ابن المنكدر.

قال في "الفتح": قد استُشكل ذِكر الزبير في هذه القصة، فقال شيخنا ابن الملقِّن: اعلم أنه وقع هنا أن الزبير هو الذي ذهب لكشف خبر بني قريظة، والمشهور كما قاله شيخنا أبو الفتح اليعمريّ أن الذي توجه ليأتي بخبر القوم حذيفة، كما رويناه من طريق ابن إسحاق وغيره.

وتعقّبه الحافظ، فقال: وهذا الحصر مردود، فإن القصة التي ذهب لكشفها غير القصة التي ذهب حذيفة لكشفها، فقصة الزبير كانت لكشف خبر بني قريظة، هل نقضوا العهد بينهم وبين المسلمين، ووافقوا قريشًا على محاربة المسلمين، وقصة حذيفة كانت لمّا اشتَدّ الحصار على المسلمين بالخندق، وتمالأت عليهم الطوائف، ثم وقع بين الأحزاب الاختلاف، وحذَّرت كل طائفة من الأخرى، وأرسل الله تعالى عليهم الريح، واشتد البرد تلك الليلة، فانتدب النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من يأتيه بخبر قريش، فانتدب له حذيفة بعد تكراره طلب ذلك، وقصته في ذلك مشهورة لمّا دخل بين قريش في الليل، وعَرَف قصتهم، ورجع، وقد اشتد عليه البرد، فغطّاه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - حتى دفئ، وبيّن الواقدي أن المراد بالقوم: بنو قريظة، وروى ابن أبي شيبة من مرسل عكرمة أن رجلًا من المشركين قال يوم الخندق: من يبارز؟ فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: قم يا زبير، فقالت أمه صفية بنت عبد المطلب: واحدي يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: قم يا زبير، فقام الزبير،