للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: (يَعْنِي: حَسَنًا) تفسير لقوله: "لُكَع"، والعناية من أبي هريرة، أو مَن دونه، والله تعالى أعلم.

(فَظَنَنَّا)، وفي رواية البخاريّ: "فحَبَسته شيئًا، فظننت أنها تُلبسه سِخابًا"، (أَنَّهُ)؛ أي: أن الشأنَ والحالَ، فالضمير للشأن، (إِنَّمَا تَحْبِسُهُ أُمُّهُ لَأَنْ تُغَسِّلَهُ) بضمّ أوله، وتشديد ثالثه، من التغسيل؛ أي: لأجل تغسيله، ويجوز أن يُقرأ بفتح أوله، وكسر ثالثه، من الغسل، والأول أظهر؛ لأن فيه معنى المبالغة. (وَتُلْبِسَهُ) بضمّ أوله، من الإلباس، (سِخَابًا) -بكسر السين المهملة، بعدها خاء معجمة، خفيفة، وبموحّدة - قال الخطابيّ: هي قلادة تُتَّخذ من طِيب، ليس فيها ذهب، ولا فضةٌ، وقال الداوديّ: من قَرَنْفُل، وقال الهرويّ: هو خيط من خَرَز يلبسه الصبيان، والجواري، ورَوَى الإسماعيلي عن ابن أبي عمر شيخ مسلم في هذا الحديث قال: السخاب شيء يُعمل من الحنظل؛ كالقميص، والوشاح. انتهى (١).

وقال القرطبيّ رحمه اللهُ: السِّخاب: خيطٌ فيه خرز يُنْظم، ويُجعل في عنق الصبيان، والسِّخاب مأخوذ من السَّخَب: وهو اختلاط الأصوات، وارتفاعها، وكأن هذه الخرزات لها أصوات مختلفة عند احتكاك بعضها مع البعض، وقيل: السِّخاب من القلائد: ما اتخذ من القَرَنْفُل، والمسك، والعُود وشِبْهه، دون الجوهر. انتهى (٢).

(فَلَمْ يَلْبَثْ) بفتح أوله، وثالثه، مضارع لَبِث، قال الفيّوميّ رحمه الله: لَبِثَ بالمكان لَبَثًا، من باب تَعِبَ: مكَثَ فيه، وجاء في المصدر السكون، للتخفيف، واللَّبثة بالفتح: المرة، وبالكسر: الهيئة والنوع، والاسم: اللُّبثُ بالضم، واللَّبَاثُ بالفتح، وتَلَبَّثَ بمعناه، ويتعدى بالهمزة، والتضعيف، فيقال: أَلْبَثتُهُ، ولبَّثتُهُ. انتهى (٣).

(أَنْ جَاءَ) "أن" بالفتح مصدريّة، والمصدر المؤوّل فاعل "يلبث"؛ أي: لم


(١) "الفتح" ٥/ ٥٨٦، كتاب "البيوع" رقم (٢١٢٢).
(٢) "المفهم" ٦/ ٢٩٩.
(٣) "المصباح المنير" ٢/ ٥٤٧ - ٥٤٨، بزيادة من "القاموس" ص ١١٦٢.