قال الحافظ: وقد رَوَى أحمد الحديث عن ابن علية، فبيَّن سبب الوهم، ولفظه مثل مسلم، لكن زاد بعد قوله:"قال: نعم، قال: فحملنا"، قال أحمد: وحدثنا به مرة أخرى، فقال فيه:"قال: نعم، فحملنا"؛ يعني: وأسقط "قال" التي بعد "نعم". قال الحافظ: وبإثباتها تُوافِق رواية البخاريّ، وبحذفها تخالفها.
قال الجامع عفا الله عنه: الذي يظهر لي أن ما في "صحيح البخاريّ" هو الصواب؛ لاتفاق يزيد بن زريع، وحميد بن الأسود عليه، ووافقهما شعبة عند ابن الجعد، بخلاف رواية مسلم، وإن اتّفق ابن عليّة، وأبو أسامة، كما قال مسلم، إلا أن رواية ابن عليّة وقع فيها الشكّ، فقد أخرج الحديث أبو يعلى في "مسنده" من طريقه بالشكّ، فقال:
(٦٨٠٨) - حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن حبيب بن الشهيد، عن عبد الله بن أبي مليكة، قال: قال عبد الله بن جعفر لابن الزبير، أو ابن الزبير لابن جعفر: أتذكر يوم تلقينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنا، وأنت، وابن العباس، فحملنا، وتركك؟ انتهى (١).
فقد شكّ ابن عليّة، فدلّ على أنه لم يضبطه، وأن الذي ضبطه هو يزيد بن زريع، وحميد بن الأسود، ولذلك أخرجه البخاريّ من روايتهما، وترك رواية ابن عليّة، فتنبّه، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث عبد الله بن جعفر -رضي الله عنهما- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [١١/ ٦٢٤٦ و ٦٢٤٧](٢٤٢٧)، و (البخاريّ) في "الجهاد"(٣٠٨٢)، و (النسائيّ) في "الكبرى"(٢/ ٤٧٨)، و (أحمد) في "مسنده"(١/ ٢٠٣)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه"(٥/ ٣٠٨)، و (أبو يعلى) في "مسنده"(١٢/ ١٨١)، و (ابن عساكر) في "تاريخ دمشق"(٢٧/ ٢٧٠)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان فضيلة ظاهرة لعبد الله بن جعفر -رضي الله عنهما-.