(عَنْ إِسْمَاعِيلَ) هو ابن أبي خالد؛ أنه (قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى) قال في "الفتح": هذا مما حمله التابعيّ عن الصحابيّ عَرَضًا، وليس هذا من التلقين؛ لأن التلقين لا استفهام فيه، وإنما يقول الطالب للشيخ: قُلْ: حدثنا فلان بكذا، فيحدِّث به من غير أن يكون عارفًا به حديثه، ولا بعدالة الطالب، فلا يؤمَن أن لا يكون ذلك الطالب ضابطًا لذلك القدر، فيدلّ على تساهل الشيخ، فلذلك عابوه على مَن فَعَله. انتهى (١).
(أَكَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بَشَّرَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ؟) ولفظ البخاريّ: "بشّر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- خديجة ببيت في الجنّة"، فيكون بتقدير همزة الاستفهام؛ أي: أبشّرها؟ (قَالَ) عبد الله بن أبي أوفى -رضي الله عنهما- (نَعَمْ، بَشَّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ، مِنْ قَصَبٍ) بفتحتين؛ أي: من لؤلؤ مجوّفة واسعة كالقصر المنيف، (لَا صَخَبَ فِيهِ) بفتح الصاد، والخاء؛ أي: لا صياح، ولا منازعة برفع الصوت، (وَلَا نَصَبَ) بفتحتين، أو بضمّ، فسكون؛ أي: لا تعب، ولا مشقّة فيه، وقد تقدّم تمام الشرح في الحديث الماضي، ولله الحمد والمنّة.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث عبد الله بن أبي أوفى -رضي الله عنهما- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [١٢/ ٦٢٥٤ و ٦٢٥٥](٢٤٣٣)، و (البخاريّ) في "العمرة"(١٧٩٢) و"مناقب الأنصار"(٣٨١٩)، و (النسائيّ) في "الكبرى"(٥/ ٩٤)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه"(١٢/ ١٣٣)، و (أحمد) في "مسنده"(٤/ ٣٥٥ و ٣٥٦ و ٣٨١) وفي "الفضائل"(١٥٧٧ و ١٥٨١ و ١٥٨٢)، و (ابنه عبد الله) في "زوائده"(١٥٩٣)، و (الحميديّ) في "مسنده"(٧٢٠)، و (البزّار) في "مسنده"(٨/ ٢٧١)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٧٠٠٤)، و (اللالكائيّ) في "اعتقاد أهل السُّنَّة"(٨/ ١٤٢٥)، والله تعالى أعلم.
(١) "الفتح" ٨/ ٥٢٦، كتاب "مناقب الأنصار" رقم (٣٨١٩).