للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

السلامَ؛ لأنه بمعنى: اتْلُ عليه، وحَكَى ابن القطاع أنه يتعدى بنفسه رُباعيًّا، فيقال: فلان يُقرئك السلامَ. انتهى (١).

وقال في "القاموس"، و"شرحه": وقَرَأَ عليه السلام يَقْرَؤُه: أبْلَغَه، كأَقْرَأَه إيَّاه، أو لا يقال: أَقْرَأَه السَّلام رُباعيًّا مُتَعدِّيًا بنفسه، وكذا بحرفِ الجرّ إِلَّا إِذا كانَ السلامُ مَكْتوبًا، في وَرَقٍ، يقال: أقرِئْ فُلانًا السَّلامَ، واقْرَأْ عليه السَّلام، كأنه حين يُبَلِّغُه سلامه يَحْمِله على أنَّ يقرأَ السَّلام، وَيرُدَّه، قال أَبو حاتمٍ السِّجستانيّ: تقول: اقْرَأْ عليه السَّلامَ، ولا تقول: أقْرِئْه السَّلام، إِلَّا في لغةٍ، فإذا كانَ مَكتوبًا قلتَ: أَقْرِئْهُ السَّلام؛ أي: اجعله يَقْرَؤُهُ. انتهى (٢).

قال الجامع عفا الله عنه: قد تبيّن بما سبق أن قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَقرأ عليكِ السلامَ" يُضبط بفتح حرف المضارعة، ولا يجوز ضمه؛ فهو ثلاثيّ تعدّى للمفعول الأول بحرف الجرّ، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

(قَالَتْ) عائشة: (فَقُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ، وَرَحْمَةُ اللهِ) زاد في الرواية الرابعة: "قالت: وهو يرى ما لا أرى"، والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث عائشة -رضي الله عنها- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [١٣/ ٦٢٨١ و ٦٢٨٢ و ٦٢٨٣ و ٦٢٨٤] (٢٤٤٧)، و (البخاريّ) في "بدء الخلق" (٣٢١٧) و"الفضائل" (٣٧٦٨) و"الأدب" (٦٢٠١) و"الاستئذان" (٦٢٤٩ و ٦٢٥٣)، و (أبو داود) في "الأدب" (٥٢٣٢)، و (الترمذيّ) في "المناقب" (٣٨٨١)، و (ابن ماجه) في "الأدب" (٣٦٩٦)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (١٢/ ١٣٢ - ١٣٣)، و (الحميديّ) في "مسنده" (٢٧٧)، و (أحمد) في "مسنده" (٥/ ٥٦ و ٧٤ - ٧٥ و ٨٨ و ١١٢ و ١١٧ و ١٤٦ و ٢٠٨ - ٢٠٩ و ٢٢٤ - ٢٢٥) و"فضائل الصحابة" (١٦٣٥)، و (ابن راهويه) في "مسنده" (٢/ ٣٣١)، و (عبد بن حميد) في "مسنده" (١/ ٤٣٠)، و (ابن حبّان) في


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٥٠٢.
(٢) "تاج العروس" ١/ ١٨٨.