٥ - (ومنها): استحباب حُسن العهد، والمحافظة على الودّ بتعاهد أهل الصديق، وأقاربه في حياته، أو بعد موته، والخلافة فيهم بخير، فإن النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يَجْبُر قلب أم سليم بزيارتها، ويعلل ذلك بأن أخاها قُتل معه، ففيه أنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَلَفه في أهله بخير بعد وفاته، وذلك من حُسن عهده - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رَحِمَهُ اللهُ - لهُ أوّلَ الكتاب قال:
١ - (ابْنُ أَبِي عُمَرَ) هو: محمد بن يحيى بن أبي عُمر الْعَدَنيّ، نزيل مكة، ويقال: إن أبا عُمر كنية يحيى، صدُوقٌ، صَنَّف"المسند"، وكان لازم ابن عيينة، لكن قال أبو حاتم: كانت فيه غفلة [١٠](٢٤٣)(م ت س ق) تقدم في "المقدمة" ٥/ ٣١.
٢ - (بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ) أبو عمرو الأفوه، البصريّ، سكن مكة، وكان واعظًا، ثقةٌ، متقنًا، طُعن فيه برأي جهم، ثم اعتذر، وتاب [٩](ت ٥ أو ١٩٦) وله ثلاث وستون سنةً (ع) تقدم في "الإيمان" ٧/ ١٣١.
٣ - (حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ) بن دينار، أبو سلمة البصريّ، ثقةٌ، عابدٌ، أثبت الناس في ثابت، وتغيّر حِفظه بأخرة، من كبار [٨](ت ١٦٧)(خت م ٤) تقدم في "المقدمة" ٦/ ٨٠.
والباقيان ذُكرا قبل حديث.
شرح الحديث:
(عَنْ أَنَسٍ) - رضي الله عنه - (عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -)؛ أنه (قَالَ: "دَخَلْتُ الْجَنَّةَ) قال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: كان هذا الدخول في الجَنَّة من النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في النوم، كما قاله فيٍ حديث بلال المتقدِّم، ورؤياه حقٌّ، فهي - رضي الله عنها - من أهل الجَنَّة. (فَسَمِعْتُ خَشْفَةً) بفتح الخاء، وسكون الشين المعجمتين: هي صوتُ المشي، ويقال: خشخشة، كما جاء في الرواية الأخرى، وأصل الخشخشة: صوت الشيء اليابس يحك