للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرح الحديث:

(عَنْ قَتَادَةَ) بن دِعامة السَّدُوسيِّ؛ أنه (حَدَّثنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ؛ أَنَّهُ) الضمير للشأن؛ أي: أن الأمر والشأن (أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) ببناء الفعل للمفعول، وقد بُيّن المهدي في الرواية التالية أنه أُكَيْدِرَ دُومَةِ الْجَنْدَل، و"أُكيدر" بضم الهمزة، وفتح الكاف، وبعدها ياء التصغير: تصغير أكدر، والكدرة لون بين السواد والبياض، وهو الأغبر، وهو أُكيدر بن عبد الملك الكنديّ، صَاحِبِ دُومَةَ، بفتح الدال، وضمّها، وأنكر ابن دُريد الفتح، وقال: أهل اللغة يقولونه بالضمِّ، والمحدّثون بالفتح، وهو خطأ، وقال: و"دُومةُ الجندل": مجتمعه، ومستداره، وهو من بلاد الشام، قرب تبوك، كان أُكيدر ملكها، وكان خالد بن الوليد، قد أسره في غزوة تبوك، وسلبه قباءً من ديباج، مُخَوَّصًا بالذهب، فأمّنه النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وردّه إلى موضعه، وضرب عليه الجزية، قاله القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ - (١).

وقال في "الفتح": و"أكيدر دومة": هو أكيدر تصغير أكدر، ودومة بضم المهملة، وسكون الواو: بلد بين الحجاز والشام، وهي دومة الجندل، مدينة بقرب تبوك، بها نخل، وزرع، وحصن على عشر مراحل من المدينة، وثمان من دمشق، وكان أكيدر ملكها، وهو أكيدر بن عبد الملك بن عبد الجن - بالجيم والنون - ابن أعباء بن الحارث بن معاوية، يُنسب إلى كندة، وكان نصرانيًّا، وكان النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، أرسل إليه خالد بن الوليد في سَرِيّة، فأسَره، وقتل أخاه حسان، وقَدِم به المدينة، فصالحه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - على الجزية، وأطلقه، ذكر ابن إسحاق قصته مطولة في "المغازي". ورَوَى أبو يعلى بإسناد قويّ، من حديث قيس بن النعمان: أنه لَمّا قَدِم أخرج قباء من ديباج، منسوجًا بالذهب، فرَدّه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عليه، ثم إنه وجد في نفسه مِن ردّ هديته، فرجع به، فقال له النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "ادفعه إلى عمر. . ." الحديث. وفي حديث علي عند مسلم: "أن أكيدر دومة أهدى للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - ثوب حرير، فأعطاه عليًّا، فقال: شقِّقه خُمُرًا بين الفواطم". انتهى من "الفتح" ببعض تصرّف (٢).

وقال النوويّ -رَحِمَهُ اللهُ -: "وأما أُكيدر" -فهو بضم الهمزة، وفتح الكاف- وهو


(١) "المفهم" ٦/ ٣٨٤.
(٢) "الفتح"، كتاب "الهبة" ٥/ ٥٥٢.