للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أي: مقمرة طلع قمرها، (إِضْحِيَانَ) بكسر الهمزة، والحاء، وإسكان الضاد المعجمة بينهما، وهي المضيئة، ويقال: ليلة إضحيان، وإضحيانة، وضَحْياء، ويوم ضَحْيان. انتهى.

وقال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: قوله: "في ليلة قمراء إضْحِيان" القمراء: المقمرة، وهي التي يكون فيها قمر، ويُسمَّى الهلالُ قمرًا من أول الليلة الثالثة إلى أن يصير بدرًا، ثم إذا أخذ في النقص عاد عليه اسم القمر، وإضحيان -بكسر الهمزة، والضاد المعجمة-: معناه كثيرٌ ضوء قمرها. قال ابن قتيبة: ويقال: ليلة إضحيانٌ، وإضحيانةٌ، وضَحيانة: إذا كانت مضيئة. انتهى (١).

(إِذْ ضُرِبَ) بالبناء للمفعول، وفي بعض النسخ: "إذ ضرب الله" (عَلَى أَسْمِخَتِهِمْ) قال النوويّ -رَحِمَهُ اللهُ-: هكذا هو في جميع النسخ، وهو جمع سِماخ، وهو الْخَرْق الذي في الأُذُن، يفضي إلى الرأس، يقال: صِماخ بالصاد، وسِماخ بالسين، والصاد أفصح، وأشهر، والمراد بأصمختهم هنا: آذانهم؛ أي: ناموا، قال الله تعالى: {فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ} [الكهف: ١١]؛ أي: أنمناهم. انتهى (٢).

وقال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: قوله: "ضُرب على أصمختهم "؛ أي: ناموا، ومنه قوله تعالى: {فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (١١) أي: أنمناهم. الأصمخة: جمع صماخ، وهو خُرق الأذن، وهو بالصاد، وقد أخطأ من قاله: بالسين.

قال الجامع عفا الله عنه: قوله: "أخطأ من قاله بالسين" فيه نظر، بل هذا هو الخطا، فإن السين لغة ثابتة، كما تقدّم في كلام النوويّ، وقد أثْبَتَه في "القاموس"، وغيره، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

(فَمَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ أَحَدٌ، وَامْرَأَتَيْنِ مِنْهُمْ) قال النوويّ: هكذا هو في معظم النسخ بالياء، وفي بعضها: "وامرأتان" بالألف، والأول منصوب بفعل


(١) "المفهم" ٦/ ٣٩٥.
(٢) "شرح النوويّ" ١٦/ ٢٩.