قال الحافظ: حصين فيه ضَعْف، ولو صحّ لَحُمل على المجاز؛ أي: لمّا بلغنا خبر بعث النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، أو على الحذف؛ أي: لمّا بُعث النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ثم دعا إلى الله، ثم قَدِم المدينة، ثم حارب قريشًا وغيرهم، ثم فتح مكة، ثم وفدت عليه الوفود.
وجزم ابن عبد البرّ عنه بأنه أسلم قبل وفاة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بأربعين يومًا، وهو غلط، ففي "الصحيحين" عنه: أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال له:"استنصت الناس في حجة الوداع"، وجزم الواقديّ بأنه وَفَد على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في شهر رمضان سنة عشر، وأن بَعْثه إلى ذي الخلصة كان بعد ذلك، وأنه وافى مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - حجة الوداع من عامة.
قال الحافظ: وفيه عندي نظر؛ لأن شريكًا حَدّث عن الشيبانيّ، عن الشعبيّ، عن جرير، قال: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أخاكم النجاسيّ قد مات. . ." الحديث، أخرجه الطبرانيّ، فهذا يدلّ على أن إسلام جرير كان قبل سنة عشر؛ لأن النجاشيّ مات قبل ذلك.
وكان جرير جميلًا، قال عمر: هو يوسف هذه الأمة، وقدّمه عمر في حروب العراق على جميع بجيلة، وكان لهم أثر عظيم في فتح القادسية، ثم سكن جرير الكوفة، وأرسله عليّ رسولًا إلى معاوية، ثم اعتزل الفريقين، وسكن قرقيسيا، حتى مات سنة إحدى، وقيل: أربع وخمسين.
ورَوَى البغوي من طريق قيس، عن جرير، قال: رآني عمر متجردًا، فقال: ما أرى أحدًا من الناس صُوِّر صورة هذا، إلا ما ذُكر من يوسف.
ومن طريق إبراهيم بن إسماعيل الكهيليّ، قال: كان طول جرير ستة أذرع.
ورَوَى الطبراني من حديث عليّ مرفوعًا:"جرير منا أهلَ البيت".
ورَوَى عنه من الصحابة أنس بن مالك، قال: كان جرير يخدمني، وهو أكبر مني، أخرجه الشيخان. انتهى من "الإصابة" مختصرًا (١).
وقال في "الفتح": جرير بن عبد الله بن جابر بن مالك البجليّ، من بني