وإخوة. . ." الحديث، وزاد في آخره: فأنزل الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} الآيات، ورواه ابن مردويه من حديث أنس، وفيه نزول الآية، ورواه ابن شاهين من حديث ابن عمر بإسناد قويّ.
وروى ابن السكن، من طريق محمد بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، عن حاطب: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يُزَوَّج المؤمن في الجنة ثنتين وسبعين زوجة، سبعين من نساء الجنة، وثنتين من نساء الدنيا"، وأغرب أبو عمر، فقال: لا أعلم له غير حديث واحد: "من رآني بعد موتي. . ." الحديث.
قال الحافظ: وقد ظَفِرت بغيره كما ترى، ثم وجدت له ثلاثة أحاديث غيرها:
أحدها: أخرجه ابن شاهين، من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، عن جدّه، قال: "بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المقوقس ملك الإسكندرية، فجئته بكتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. . ." الحديث.
ثانيها: أخرجه ابن منده من هذا الوجه مرفوعًا: "من اغتسل يوم الجمعة. . ." الحديث.
ثالثها: أخرجه الحاكم من طريق صفوان بن سليم، عن أنس، عن حاطب بن أبي بلتعة: أنه "طلع على النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وهو يشتدّ، وفي يد عليّ بن أبي طالب ترس، فيه ماء. . ." الحديث.
وروى مالك في "الموطأ" له قصةً مع رفيقه في عهد عمر، وقال المرزباني في "معجم الشعراء": كان أحد فرسان قريش في الجاهلية، وشعرائها، وقال ابن أبي خيثمة: قال المدائنيّ: مات حاطب -رضي الله عنه- في سنة ثلاثين، في خلافة عثمان -رضي الله عنه-، وله خمس وستون سنةً، وكذا رواه الطبرانيّ عن يحيى بن بكير. انتهى مختصرًا من "الإصابة" (١).
وقال القرطبيّ -رحمه الله-: حاطب بن أبي بَلْتَعة، واسمه: عمرو بن راشد من ولد لَخْم بن عديّ، يُكنى: أبا عبد الله، وقيل: أبا محمد، وهو حليف للزبير بن العوَّام، وقيل: لبني أسد، وقيل: كان عبدًا لعبيد الله بن حميد، كاتَبَه فأدّى