للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والباقون ذُكروا قبله.

وقوله: (كُلُّهُمْ عَنْ حُصَيْنٍ)؛ أي: كلّ هؤلاء الثلاثة: محمد بن فُضيل، وعبد الله بن إدريس، وخالد بن عبد الله الطحّان، رووا هذا الحديث عن حُصين بن عبد الرحمن، عن سعد بن عُبيدة، عن أبي عبد الرحمن السُّلميّ، عن عليّ -رضي الله عنه-.

وقوله: (وَأَبَا مَرْثَدٍ الْغَنَوِيَّ. . . إلخ) في الرواية السابقة: "المقداد"، بدل أبي مرثد، ولا منافاة، بل بعث الأربعة: عليًّا، والزبير، والمقداد، وأبا مرثد، قاله النوويّ -رحمه اللهُ- (١).

وأبو مرْثَد: هو بفتح الميم، وسكون الراء، وفتح المثلّثة، اسمه كنّاز -بفتح الكاف، وتشديد النون، آخره زاي- ابن الحصين بن يربوع الْغَنَويّ، صحابيّ مشهور بكنيته، ومات سنة اثنتي عشرة من الهجرة، تقدّمت ترجمته في "الجنائز" ٣١/ ٢٢٥٠.

وقال في "الفتح": قوله: "والزبير وأبا مرثد" تقدم في غزوة الفتح من طريق عبد الله بن أبي رافع عن عليّ ذِكر المقداد بدل أبي مرثد، وجُمِع بأن الثلاثة كانوا مع عليّ، ووقع عند الطبريّ في "تهذيب الآثار" من طريق أعشى ثقيف عن أبي عبد الرحمن السُّلميّ في هذا الحديث: "ومعي الزبير بن العوّام، ورجل من الأنصار"، وليس المقداد، ولا أبو مرثد من الأنصار، إلا إن كان بالمعنى الأعم، ووقع في "الأسباب" للواحدي: أن عُمر، وعمارًا، وطلحة كانوا معهم، ولم يَذْكر له مستندًا، قال الحافظ: وكأنه من تفسير ابن الكلبي، فإني لم أره في سِيَر الواقديّ، ووجدت ذَكَر فيه عمر من وجه آخر، أخرجه ابن مردويه في "تفسيره" من طريق الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن أنس، في قصة المرأة المذكورة، فأخبر جبريل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بخبرها، فبعث في أثرها عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب. انتهى (٢).

وقوله: (وَكُلُّنَا فَارِسٌ)؛ أي: راكب، قال الفيّوميّ -رحمه الله-: الفَارِسُ: الراكب على الحافر فرسًا كان، أو بغلًا، أو حمارًا، قاله ابن السكيت، يقال: مرّ بنا فَارِسٌ على بغل، وفَارِسٌ على حمار، وفي "التهذيب": فَارِسٌ على الدابة بَيِّن الفُرُوسية، قال الشاعر [من الطويل]:


(١) "شرح النوويّ" ١٦/ ٥٧.
(٢) "الفتح" ١٦/ ٢٠١ - ٢٠٢.