للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأقرأهم، وقال الشعبيّ: انتهى العلم إلى ستة، فذكره فيهم، وذكره البخاري من طريق الشعبي بلفظ: العلماء، وقال ابن المدينيّ: قضاة الأمة أربعة: عمر، وعليّ، وأبو موسى، وزيد بن ثابت، وأخرج البخاري من طريق أبي التياح عن الحسن، قال: ما أتاها -يعني: البصرة- راكب خير لأهلها منه؛ يعني: من أبي موسى.

وقال أصحاب الفتوح: كان عامل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على زَبِيد، وعدن، وغيرهما من اليمن، وسواحلها، ولمّا مات النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قَدِم المدينة، وشهد فتوح الشام، ووفاة أبي عبيدة، واستعمله عمر على إمرة البصرة، بعد أن عزل المغيرة، وهو الذي افتتح الأهواز، وأصبهان، وأقرّه عثمان على عمله قليلًا، ثم صرفه، واستعمل عبد الله بن عامر، فسكن الكوفة، وتفقه به أهلها، حتى استعمله عثمان عليهم بعد عزل سعيد بن العاص.

قال البغويّ: بلغني أن أبا موسى مات سنة اثنتين، وقيل: أربع وأربعين، وهو ابن نيف وستين. قال الحافظ: وبالأول جزم ابن نمير، وغيره، وبالثاني أبو نعيم، وغيره.

وقال أبو بكر بن أبي شيبة: عاش ثلاثًا وستين، وقال الهيثم وغيره: مات سنة خمسين، زاد خليفة: ويقال: سنة إحدى، وقال المدائنيّ: سنة ثلاث وخمسين، واختلفوا هل مات بالكوفة، أو بمكة؟ انتهى مختصرًا من "الإصابة" (١).

وقال القرطبيّ -رحمه الله-: روى أبو موسى -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ستمائة وستين حديثًا، أخرجا له في "الصحيحين" ثمانية وستّين حديثًا. انتهى (٢).

وأما أبو عامر الأشعريّ، فهو عم أبي موسى الأشعريّ، اسمه عُبيد بن سُليم بن حَضّار، وباقي نسبه مضى في نَسَب أبي موسى، ذكره ابن قتيبة فيمن هاجر إلى الحبشة، فكأنه قَدِم قديمًا، فأسلم، وذكر أنه كان عَمِي، ثم أبصر، وثبت ذِكره في "الصحيحين" في قصة حنين، وأن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بعثه على سرية، كما يأتي في الباب عند مسلم.


(١) "الإصابة" ٤/ ٢١١.
(٢) "المفهم" ٦/ ٤٤٧.