للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فَقَالَ (١): "كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يُونُسَ، عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ، عَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ، خِطَامُ نَاقَتِهِ لِيفٌ، خُلْبَةٌ، مَارًّا بِهَذَا الْوَادِي، مُلَبِّيًا").

رجال هذا الإسناد: خمسة:

١ - (ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ) هو محمد بن إبراهيم بن أبي عديّ البصريّ، تقدّم قريبًا، وكذا الباقون، و"داود": هو ابن أبي هند المذكور في السند الماضي.

وقوله: (فَذَكَرَ مِنْ لَوْنِهِ وَشَعْرِهِ شَيْئًا لَمْ يَحْفَظْهُ دَاوُدُ) يعني: أن أبا العالية ذكر مما ذكر له ابن عبّاس - رضي الله عنهما - من وصف لون موسى عليه السلام، ووصف شعره، لكن داود بن أبي هند نسي ذلك، وقد حفظه غيره، فقد سبق في رواية قتادة، عن أبي العالية: "رجلٌ آدم، طُوالٌ جعد، كأنه من رجال شنوءة"، ونحوه من رواية مجاهد، عن ابن عبّاس - رضي الله عنهما - في الحديث التالي.

وقوله: (وَاضِعًا إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ) وفي نسخة: "إصبعه في أذنه" بالإفراد، و"الإصبع" فيها عشر لغات: كسر الهمزة، وفتحها، وضمها، مع فتح الباء، وكسرها، وضمها، والعاشرة أُصبُوع، على مثال عُصْفُور.

وفي هذا دليل على استحباب وضع الإصبع في الأذن عند رفع الصوت بالأذان ونحوه، مما يستحب له رفع الصوت.

قال النوويّ رَحِمَهُ اللهُ: وهذا الاستنباط والاستحباب يجيء على مذهب من يقول من أصحابنا وغيرهم: إن شرع من قبلنا شرع لنا. انتهى (٢).

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: الأرجح أن شرع من قبلنا شرع لنا، كما حقّقت ذلك في "التحفة المرضيّة"، و"شرحها"، فراجعه، تستفد، والله تعالى أعلم.

وقوله: (أَوْ لِفْتٌ) قال النوويّ رَحِمَهُ اللهُ: هكذا ضبطناها "لِفْتٌ" بكسر اللام، وإسكان الفاء، وبعدها تاء مثناة من فوق، وذكر القاضي، وصاحب "المطالع" فيها ثلاثة أوجه:

[أحدها]: ما ذكرته.


(١) وفي نسخة: "قال".
(٢) "شرح النوويّ" ٢/ ٢٣٠.