الحاضرين، ووقع في "الجمع بين الصحيحين" لعبد الحق في هذا الحديث، من رواية مسلم:"فذكروا الدجال، فقالوا: إنه مكتوب بين عينيه"، هكذا رواه:"فقالوا"، وفي رواية الحميديّ عن "الصحيحين": "وذكروا الدجال بين عينيه كافر"، فحذف لفظة "قال"، و"قالوا"، وهذا كله يصحح ما تقدم. انتهى.
وقوله:(فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ أَسْمَعْهُ قَالَ ذَاكَ) وفي نسخة: "قال ذلك"، يعني: لم أسمع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - تكلم بقوله:"إنه مكتوب بين عينيه كافر"، وهذا لا ينافي أن غيره سمعه يقول ذلك، فسيأتي من حديث عبد الله بن عمر بن الخطّاب، وحذيفة بن اليمان، وأنس بن مالك - رضي الله عنهم - أنهم سمعوه من النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:"إنه مكتوب بين عينيه كافر"، وقد ساق المصنف رَحِمَهُ اللهُ أحاديثهم في "كتاب الفتن، وأشراط الساعة".
وقوله:(فَانْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ) يريد النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بذلك نفسه، فإنه كان أشبه الناس بإبراهيم عليه السلام.
وقوله:(إِذَا انْحَدَرَ فِي الْوَادِي يُلَبِّي) هكذا هو في الأصول كلها "إذا" بالألف بعد الذال، وهو صحيح، وقد حكى القاضي عياض عن بعض العلماء أنه أنكر إثبات الألف، وغَلَّط راويه، وغَلَّطه القاضي، وقال: هذا جهل من هذا القائل، وتَعَسُّف، وجَسَارةٌ على التوهم لغير ضرورة، وعدمُ فهم بمعاني الكلام؛ إذ لا فرق بين "إذا" و"إذ" هنا؛ لأنه وَصَفَ حاله حين انحداره فيما مضى.
[تنبيه]: لم يُصَرّح أحدٌ ممن رَوَى هذا الحديث عن ابن عون بذكر النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قاله الإسماعيليّ، ولا شك أنه مراد؛ لأن ذلك لا يقوله ابن عباس مِن قِبَل نفسه، ولا عن غير النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قاله في "الفتح"(١)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجَّاج رَحِمَهُ اللهُ المذكور أولَ الكتاب قال: