للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢ - (ومنها): بيان فضل السبق في الهجرة.

٣ - (ومنها): بيان أن كثرة الثواب على قدر النصب والتعب، فإن ثواب الهجرتين من أصحاب السفينة على هجرة عمر وأصحابه إنما كَثُر بسبب كثرة المشقّة التي لحقتهم بسبب الهجرتين.

٤ - (ومنها): أن فيه قبول أخبار الآحاد، وإن كان خبر امرأة، وفيما ليس طريقًا للعمل، واستفاد بخبر الواحد المفيد لغلبة الظن مع التمكن من الوصول إلى اليقين؛ فإنَّ الصحابة -رضي الله عنهم- اكتفوا بخبر أسماء، ولم يراجعوا رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن شيء من ذلك، وخبرها يُفيد ظنّ صِدقها، لا العلم بصدقها، فافهم هذا، قاله القرطبيّ (١).

٥ - (ومنها): أنه استَدَلّ به من قال: إنه يُسْهم لمن حضر بعد الفتح قبل قسمة الغنيمة، قال ابن التين -رَحِمَهُ اللهُ-: يَحْتَمِل أن يكون إنما أعطاهم من جميع الغنيمة؛ لكونهم وصلوا قبل القسمة، وبعد حَوْزها، وهوأحد الأقوال للشافعيّ.

وقال ابن بطال -رَحِمَهُ اللهُ-: لَمْ يَقسم النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في غير من شهد الوقعة إلا في خيبر، فهي مستثناة من ذلك، فلا تُجعل أصلًا يقاس عليه، فإنه قَسَمَ لأصحاب السفينة؛ لشدة حاجتهم، وكذلك أعطى الأنصار عِوَضَ ما كانوا أَعْطَوُا المهاجرين عند قدومهم عليهم.

وقال الطحاويّ -رَحِمَهُ اللهُ-: يَحْتَمِل أن يكون استطاب أنفس أهل الغنيمة بما أعطى الأشعريين وغيرهم.

ومما يؤيد أنه لا نصيب لمن جاء بعد الفراغ من القتال، ما رواه عبد الرزاق بإسناد صحيح، وابن أبي شيبة عن عمر -رضي الله عنه-: "قال: الغنيمة لمن شهد الوقعة"، وأخرجه الطبرانيّ، والبيهقيّ مرفوعًا، وموقوفًا، وقال: الصحيح موقوف، وأخرجه ابن عديّ من طريق أخرى عن عليّ، موقوفًا، ورواه الشافعيّ من قول أبي بكر، وفيه انقطاع، كذا في "النيل" (٢).

قال الجامع عفا الله عنه: تقدّم أنه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- استطاب الغانمين في إشراك أهل


(١) "المفهم" ٦/ ٤٦١.
(٢) "تحفة الأحوذيّ" ٥/ ١٤٤.