١ - (النَّضْرُ بْنُ أَنَسِ) بن مالك الأنصاريّ، أبو مالك البصريّ، ثقةٌ [٣] مات سنة بضع ومائة (ع) تقدم في "العتق" ٢/ ٣٧٦٧.
٢ - (زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ) بن زيد بن قيس الأنصاريّ الخزرجيّ الصحابي المشهور، أول مشاهده الخندق، وأنزل الله تصديقه في "سورة المنافقين"، نزل الكوفة، ومات بها سنة ستّ، أو ثمان وستين (ع) تقدم في "المساجد ومواضع الصلاة" ٧/ ١٢٠٨.
والباقون تقدّموا قريبًا.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من سُداسيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللهُ-، وأنه مسلسلٌ بالبصريين، غير الصحابيّ، فكوفيّ، وأن شيخه أحد مشايخ الجماعة بلا واسطة، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وأن صحابيّه من أفاضل الصحابة -رضي الله عنهم-، فقد أنزل الله -عَزَّ وَجَلَّ- في تصديقه سورة كاملة، كما أسلفناه آنفًا.
شرح الحديث:
(عَنْ زيدِ بْنِ أَرْقَمَ) -رضي الله عنه-؛ أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلأَنْصَارِ، وَلأَبْنَاءِ الأَنْصَارِ، وَأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ") وفي نسخة: "ولأبناء أبناء الأنصار"، ولهذا الحديث سبب، بيّنه البخاريّ في "صحيحه"، فقد أخرج من طريق موسى بن عقبة قال: حدّثني عبد الله بن الفضل؛ أنه سمع أنس بن مالك يقول: حَزِنت على من أصيب بالحرّة، فكتب إليّ زيد بن أرقم، وبلغه شدة حزني، يذكر أنه سمع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول:"اللَّهُمَّ اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار"، وشك ابن الفضل في: أبناء أبناء الأنصار، فسأل أنسًا بعض من كان عنده، فقال: هو الذي يقول رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "هذا الذي أوفى الله له بأُذُنه". انتهى (١).