(عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ) العدويّ مولاهم المدنيّ؛ (أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ) -رضي الله عنهما- (يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-) وفي الرواية التالية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ ذَلِكَ عَلَى الْمِنْبَرِ": ("غِفَارُ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ) تقدّم أن هذا لفظ خبر يراد به الدعاء، ويَحْتَمِل أن يكون خبرًا على بابه، ويؤيده قوله في آخره: "وعُصية عصت الله ورسوله". (وَعُصَيَّةُ) هم بطن من بني سُليم ينسبون إلى عُصية -بمهملتين، مصغرًا- ابن خُفَاف -بضم المعجمة، وفاءين مخففين- ابن امرئ القيس بن بُهْثة -بضم الموحّدة، وسكون الهاء، بعدها مثلثة- ابن سُليم، (عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ")؛ لأنهم عاهدوا النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فغدروا، وقصّتهم مشهورة في قتلهم أصحاب بئر معونة، وذلك ما أخرجه البخاريّ في "صحيحه" عن قتادة، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، أن رِعْلًا، وذَكْوان، وعُصيّة، وبني لِحَيان استمدوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على عدوّ، فأمدّهم بسبعين من الأنصار، كنا نسمّيهم القراء في زمانهم، كانوا يحتطبون بالنهار، ويصلّون بالليل، حتى كانوا ببئر معونة قتلوهم، وغدروا بهم، فبلغ النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقنت شهرًا، يدعو في الصبح على أحياء من أحياء العرب، على رِعْل، وذكوان، وعُصية، وبني لحيان، قال أنس: فقرأنا فيهم قرآنًا، ثم إن ذلك رُفع:"بَلّغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا، فرضي عنّا، وأرضانا"، والله تعالى أعلم.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٤٦/ ٦٤١٤ و ٦٤١٥ و ٦٤١٦](٢٥١٨)، و (البخاريّ) في "المناقب"(٣٥١٣)، و (الترمذيّ) في "المناقب"(٣٩٤١ و ٣٩٤٨)، و (الطيالسيّ) في "مسنده"(١٨٥٤ و ١٩١٥ و ١٩٥٣)، و (أحمد) في "مسنده"(٢/ ٢٠ و ٥٠ و ٦٠ و ١٠٧ و ١١٦ و ١٣٦ و ١٥٣)، و (الدارميّ) في "سننه"(٢/ ٢٤٣)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٧٢٨٩)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة"(٣٨٥١ و ٣٨٥٢)، والله تعالى أعلم.