للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تسبّوا أصحابي، فلوأنفق أحدكم مثلَ أُحُد ذهبًا ما بلغ مُدّ أحدهم، ولا نصيفه".

قال أبو نصر: هذا حديث غريب، والمحفوظ فيه عن شعبة، عن أبي سعيد الخدريّ، وكذلك رواه عن ابن أبي عديّ، ومعاذ بن معاذ، وآدم بن أبي إياس، وغيرهم، وهو في "الصحيحين"، وكذلك رواه وكيع بن الجرّاح، وجرير، ومُحاضرٌ، وغيرهم، عن الأعمش.

واختُلف على أبي معاوية، عن الأعمش، فخرّجه مسلم وحده عن يحيى بن يحيىى، وأبي كُريب، وأبي بكر، عن أبي معاوية في مسند أبي هريرة.

ورواه جماعة عن أبي معاوية في مسند أبي سعيد الخدريّ.

قال أبو نصر: ومن الناس من ينسب مسلمًا فيه إلى الوهَم.

ثم أخرج بسنده عن محمد بن جُحادة، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدريّ: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تسبّوا أصحابي. . ." الحديث. انتهى ما كتبه الجيّاني رحمه الله (١).

قال الجامع عفا الله عنه: ثم أورد ما كتبه الحافظ في "الفتح"؛ ليكون شرحًا لِمَا أوردته عن الجيّانيّ رحمه لله.

قال رحمه الله عند قول البخاريّ رحمه الله: "تابعه جرير، وعبد الله بن داود، وأبو معاوية، ومحاضر، عن الأعمش". انتهى.

قوله: "تابعه جرير" هو ابن عبد الحميد، وعبد الله بن داود هو الْخُرَيبيّ -بالمعجمة، والموحّدة، مصغرًا- وأبو معاوية هو الضرير، ومحاضر -بمهملة، ثم معجمة، بوزن مجاهد- عن الأعمش؛ أي: عن أبي صالح، عن أبي سعيد.

فأما رواية جرير، فوَصَلها مسلم، وابن ماجه، وأبو يعلى، وغيرهم.

وأما رواية محاضر، فرويناها موصولة في "فوائد أبي الفتح الحداد" من طريق أحمد بن يونس الضبيّ، عن محاضر المذكور، فذكره مثل رواية جرير، لكن قال: "بين خالد بن الوليد وبين أبي بكر" بدل عبد الرحمن بن عوف، وقول جرير أصحّ، وقد وقع كذلك في رواية عاصم، عن أبي صالح الآتي ذِكرها.


(١) "تقييد المهمل" ٣/ ٩١٥ - ٩١٩.