للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

جيفر وعياذ ابني الْجُلُندى ملك عمان وفيه: "فرجعوا جميعًا قبل وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا عمرًا، فإنه توفي، وعمرو بالبحرين".

قال الحافظ: وفي هذا إشعار بقرب عُمان من البحرين، وبقرب البعث إلى الملوك من وفاته - صلى الله عليه وسلم -، فلعلها كانت بعد حُنين، فتصحفت.

[تنبيه]: "جَيْفَر" مثل جعفر، إلا أن بدل العين تحتانية، و"عَيَّاذ" - بفتح العين المهملة، وتشديد التحتانية، وآخره معجمة - و"الْجُلَندى" - بضم الجيم، وفتح اللام، وسكون النون والقصر -، و"بَيْرَح" - بموحدة، ثم تحتانية، ثم مهملة - بوزن دَيْلَم، أفاده في "الفتح". انتهى (١).

وقال الفيّوميّ - رحمه الله -: عُمَانُ وِزانُ غُراب: موضع باليمن، وعَمَن بالمكان: أقام به، وعَمَّانُ: فَعّال بالفتح، والتشديد: بلدة بطرف الشام، من بلاد البلقاء. انتهى (٢).

قال في "الفتح": عَمّانُ بفتح العين، وتشديد الميم هي التي أرادها الشاعر بقوله:

فِي وَجْهِهِ خَالَانِ لَوْلَاهُمَا … مَا بِتُّ مَفْتُونًا بِعَمَّانِ

وقال المرتضى في "شرحه": وعُمان - كغُراب - رَجُل، اشتُقّ من عَمَن بالمكان، وعُمان: بلد باليمن، سُمّي بعُمان بن نفثان بن سبأ أخي عَدَن، وقال ابن الأثير: عُمان على البحر تحت البصرة، وقال غيره: عند البحرين، وقال الأزهريّ: يُصْرف، ولا يُصرَف، فمن جعله بلدًا صَرَفه في حالة المعرفة والنكرة، ومن جعله بلدة ألحقه بطلحة، وعَمّان كشَدّاد: بلد بالشام بالبلقاء، سُمّي بعَمّان بن لوط، قال الأزهريّ: يجوز أن يكون فعلان، من عَمّ يَعُمّ، فلا ينصرف معرفة، وينصرف نكرة، ويجوز أن يكون فَعالًا، من عَمِنَ، فينصرف في الحالتين؛ إذا عُنِي به البلد، وقال سيبويه: لم يقع في كلامهم اسمًا إلا لمؤنث، وبه فُسِّر حديث الحوض: "عَرْضه من مقامي إلى عَمَّان". انتهى (٣).


(١) "الفتح" ٩/ ٥٣١ - ٥٣٢، كتاب "المغازي"رقم (٤٣٨٣).
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٤٣١.
(٣) "تاج العروس" ١/ ٨١١٢.