للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حبّان) في "صحيحه" (٧١٢٣ و ٧٣٠٨ و ٧٣٠٩)، و (أبو نعيم) في "تاريخ أصبهان" (١/ ٢)، و (الطبريّ) في "التفسير" (٢٦/ ٦٦ - ٦٧)، و (البيهقيّ) في "دلائل النبوّة" (٦/ ٣٣٤)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان فضل فارس، وأن لهم اليد الطولى في نشر الدين، والعلم، وذلك في زمن الصحابة، ومن تبعهم بإحسان، ولا عبرة بما حصل في الأزمان المتأخّرة من انحرافهم، وتشيّعهم.

وقال صاحب "التكملة": فيه فضيلة ظاهرة لأهل فارس، وأن رجالًا منهم يجدّون في طلب العلم والدين، وقد ذكر بعض العلماء أن مِصداق هذا الحديث الإمام أبو حنيفة، وذَكَر بعضهم أن مصداقه الإمام البخاريّ، والظاهر أن هناك جماعة كبيرة من الفقهاء والمحدّثين أصلهم من فارس، وكلّهم يجوز أن يكون مصداقًا لهذه البشارة النبويّة، ومنهم الإمام أبو حنيفة، والإمام البخاريّ -رحمهما الله تعالى - انتهى (١).

٢ - (ومنها): بيان معجزة للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - حيث أخبر بما سيقع، فوقع طِبْق ما أخبر به - صلى الله عليه وسلم -.

٣ - (ومنها): بيان قوّة هذا الدين، وأنه مستغنٍ عن العرب، فإن الله سبحانه وتعالى لَمّا ضَعُف قيامهم به قيّض له العجم، فقاموا به حقّ القيام، وهذا مصداق قوله عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} الآية [المائدة: ٥٤]، وقوله تعالى: {فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (٨٩)} [الأنعام: ٨٩]، وقوله تعالى: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (٣٨)} [محمد: ٣٨].

بل مما امتاز به على غيره من الأديان أن الله يؤيّده بمن ليس من أهله، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر"، رواه البخاريّ،


(١) "تكملة فتح الملهم" ٥/ ٣٢٣.