للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يستفصل عن الأفضل في أعمال الطاعة؛ ليعمل به؛ لأنه سَمِع فَضْل الجهاد، فبادَرَ إليه، ثم لم يقنع حتى استأذن فيه، فذلّ على ما هوأفضل منه في حقه ولولا السؤال ما حصل له العلم بذلك، ولمسلم (١) من طريق ناعم مولى أم سلمة عن عبد الله بن عمرو في نحو هذه القصة: "قال: ارجع إلى والديك، فأحسن صحبتهما"، ولأبي داود، وابن حبان من وجه آخر، عن عبد الله بن عمرو: "ارجع، فأضحكهما كما أبكيتهما"، وأصرح من ذلك حديث أبي سعيد، عند أبي داود، بلفظ: "ارجع، فاستأذنهما، فإن أَذِنَا لك فجاهِد، وإلا فبرّهما"، وصححه ابن حبان.

٦ - (ومنها): أنه استدِلّ به على تحريم السفر بغير إذن الأبوين؛ لأن الجهاد إذا مُنع مع فضيلته، فالسفر المباح أَولى، نعم إن كان سفره لتعلّمِ فرض عَيْن، حيث يتعيّن السفر طريقًا إليه، فلا مَنْع، وإن كان فرض كفاية ففيه خلاف (٢)، والله تعالى أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رَحِمَهُ اللهُ - أوّلَ الكتاب قال:

[٦٤٨٤] ( … ) - (حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيب، سَمِعْت أَبَا الْعَبَّاس، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاص، يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ بِمِثْلِهِ. قَالَ فسْلِمٌ: أَبُو الْعَبَّاسِ اسْمُهُ السَّائِبُ بْنُ فَرُّوخَ الْمَكِّيُّ).

رجال هذا الإسناد: ستة:

١ - (عُبَيْدُ اللهِ بْن مُعَاذِ) بن معاذ بن نصر الْعَنْبريّ، أبو عمرو البصريّ، ثقةٌ حافظٌ، رَجّح ابن معين أخاه المثنى عليه [١٠] (ت ٢٣٤) (خ م د س) تقدم في "المقدمة" ٣/ ٧.

٢ - (أَبُوهُ) معاذ بن معاذ بن نصر بن حسّان الْعَنْبريّ، أبو المثنى البصريّ القاضي، ثقةٌ متقنٌ، من كبار [٩] (ت ١٩٦) (ع) تقدم في "المقدمة" ٣/ ٧.

والباقون ذكروا قبله.


(١) هو: الحديث الثالث بعد هذا الحديث في الباب.
(٢) "الفتح" ٧/ ٢٥٥ - ٢٥٦، كتاب "الجهاد" رقم (٣٠٠٤).