للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٦ - (عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ) بن الخطّاب - رضي الله عنهما -، تقدّم قبل ثلاثة أبواب.

[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:

أنه من سُداسيّات المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وهو من رواية الأقران؛ لأنهما من الطبقة الرابعة.

شرح الحديث:

(عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ) - رضي الله عنهما -؛ (أَنَّ رَجُلًا) قال صاحب "التنبيه": لا أعرفه، ولا أباه الوادّ لعمر - رضي الله عنه - (١). (مِنَ الأَعْرَابِ) قال الفيّوميّ - رَحِمَهُ اللهُ -: الأَعْرَابُ بالفتح: أهل البدو من العرب، الواحد أَعْرَابِيٌّ بالفتح أيضًا، وهو الذي يكون صاحب نُجْعَة وارتياد للكلإ، وزاد الأزهريّ، فقال: سواءٌ كان من العرب، أو من مواليهم، فمن نزل البادية، وجاور البادين، وظَعَن بِظَعْنهم فهم أَعْرَابٌ، ومن نزل بلاد الرِّيف، واستوطن المدن والقرى العربية، وغيرها، ممن ينتمي إلى العرب، فهم عَرَبٌ، وإن لَمْ يكونوا فصحاء، ويقال: سُمّوا عَربًا؛ لأنَّ البلاد التي سكنوها تسمى العَرَبَاتَ، ويقال: العَرَبُ العَارِبَةُ هم الذين تكلموا بلسان يعرب بن قحطان، وهو اللسان القديم، والعَرَبُ المُسْتَعْرِبَةُ هم الذين تكلموا بلسان إسماعيل بن إبراهيم - عليهما الصلاة والسلام - وهي لغات الحجاز، وما والاها. انتهى (٢).

(لَقِيَهُ) بكسر القاف؛ أي: لقي ابن عمر (بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ)؛ أي: على الرجل (عَبْدُ اللهِ) مرفوع على الفاعليّة، (وَحَمَلَهُ عَلَى حِمَارٍ كَانَ يَرْكَبُهُ) ابن عمر، وفي الرواية التالية: "كان إذا خرج إلى مكّة كان له حمار يتروّح عليه إذا ملّ ركوب الراحلة". (وَأَعْطَاهُ عِمَامَةً كَانَتْ عَلَى رَأسِه، فَقَالَ) عبد الله (بْنُ دِينَارٍ: فَقُلْنَا لَهُ: أَصْلَحَكَ اللهُ) وفي الرواية التالية: "فقال له بعض أصحابه: غفر الله لك"، (إِنَّهُمُ الأَعْرَابُ، وَإِنَّهُمْ يَرْضَوْنَ بِالْيَسِيرِ) وفي الرواية التالية: "أعطيت هذا الأعرابيّ حمارًا كنت تروّح عليه، وعمامة تشُدّ بها رأسك"، (فَقَالَ عَبْدُ اللهِ) بن عمر - رضي الله عنهما -: (إِنَّ أَبَا هَذَا)؛ أي: إنما فعلت هذا؛ لأنَّ أبا هذا


(١) "تنبيه المعلم" ص ٤٢٨.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٤٠٠.