للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: إني أُسري بي الليلةَ، قال: إلى أين؟ قال: إلى بيت المقدس، قال: ثم أصبحت بين أظهرنا؟ قال: نعم، قال: فلم يرَ أن يُكَذِّبه مخافة أن يَجْحَد ما قال إن دعا قومه، قال: إن دعوتُ قومك لك تحدثهم؟ قال: نعم، قال أبو جهل: يا معشر بني كعب بن لؤيّ هَلُمّ، قال: فانفضت إليه المجالس، فجاؤوا حتى جَلَسُوا إليهما، قال: حَدِّثْ قومك بما حدثتني، فحدثهم، قال: فمِن مُصَفِّق ومن واضع يده على رأسه متعجبًا، وفي القوم مَن سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد، قال: فهل تستطيع أن تَنْعَت لنا المسجد؟ قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: فذهبت أَنْعَت لهم، قال: فما زِلت أنعت حتى التبس عليّ بعض النعت، فجيء بالمسجد حتى وُضع فنعتّه، وأنا أنظر إليه، قال: فقال القوم: أما النعت فقد أصاب".

وأخرج قاسم بن ثابت في "الدلائل فقال: "جاء ناس من قريش إلى أبي بكر، فقالوا: هل لك في صاحبك يزعم أنه أَتى بيت المقدس ثم رجع إلى مكة في ليلة واحدة؟ قال أبو بكر: أوَ قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لقد صدق" (١).

[تنبيه]: وقع في غير هذه الرواية بيان ما رآه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ليلة الإسراء، فمن ذلك ما وقع عند النسائيّ، من رواية يزيد بن أبي مالك، عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أُتيت بدابة فوق الحمار ودون البغل … " الحديث، وفيه: "فرَكِبتُ ومعي جبريل، فَسِرتُ، فقال: انزل فصَلّ، ففعلتُ، فقال: أتدري أين صليت؟ صليتَ بطيبة وإليها المُهاجَرُ"، يعني بفتح الجيم.

ووقع في حديث شداد بن أوس عند البزَّار، والطبرانيّ أنه "أول ما أُسري به مَرَّ بأرض ذات نخل، فقال له جبريل: انزِل فصَلّ، فنزل فصلى، فقال: صليت بيثرب"، ثم قال في روايته: "ثم قال: انزل، فصلِّ مثل الأول، قال: صليتَ بطور سيناء حيث كَلَّم الله موسى، ثم قال: انزل، فذكر مثله، قال: صليتَ ببيت لَحْم، حيث وُلد عيسى".

وقال في رواية شداد بعد قوله: "يَثْرِب": "ثم مَرَّ بأرض بيضاء، فقال:


(١) "الفتح" ٨/ ٢٤٤ "كتاب التفسير" تفسير سورة الإسراء رقم (٤٧٠٨ - ٤٧١٠).