أي: أستحضر في الوقت الحاضر ما وقع في تلك الساعة من أنَّها أُخذ ما عليها، فكانت (تَمْشِي فِي النَّاسِ)؛ أي: بينهم، (مَا) نافية، (يَعْرِضُ) بفتح أوله، وكَسْر ثالثه، من باب ضرب؛ أي: ما يتعرّض (لَهَا أَحَدٌ) بالحمل، ولا بالركوب؛ لِعِلْمهم بأنه - صلى الله عليه وسلم - نهى عن ذلك، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث عمران بن حُصين - رضي الله عنهما - هذا من أفراد المصنّف - رحمه الله -.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٢٤/ ٦٥٨١ و ٦٥٨٢](٢٥٩٥)، و (أبو داود) في "الجهاد"(٢٥٦١)، و (النسائيّ) في "الكبرى"(٥/ ٢٥٢)، و (أحمد) في "مسنده"(٤/ ٤٢٩ و ٤٣١)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه"(٥/ ٢٦٥)، و (الدارميّ) في "سننه"(٢/ ٢٨٦)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٥٧٤٠ و ٥٧٤١)، و (الطبرانيّ) في "الكبير"(١٨/ ١٨٩ و ١٩٠ و ٢٠٠)، و (الرويانيّ) في "مسنده"(١/ ١١٠)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"(٥/ ٢٥٤)، و (ابن عساكر) في "تاريخ دمشق"(٣٨/ ٣٩)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان الزجر عن لعن شيء من الدوابّ وغيرها، وقد بيّن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - علة المنع بأنه مخافة أن يوافق ساعة الإجابة، فيستجاب الدعاء، فيتضرّر بذلك صاحبه، فقد أخرج مسلم من حديث جابر - رضي الله عنه - الطويل الآتي أواخر الكتاب، قال: سرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة بطن بُواط، وهو يطلب الْمَجْديّ بن عمرو الْجُهنيّ، وكان الناضح يعقبه منا الخمسة، والستة، والسبعة، فدارت عقبة رجل من الأنصار على ناضح له، فأناخه، فركبه، ثم بعثه، فتَلَدّن عليه بعض التلَدُّن، فقال له: شَأْ لَعَنَك الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من هذا اللاعن بعيره؟ " قال: أنا يا رسول الله، قال:"انزِلْ عنه، فلا تصحبنا بملعون، لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعةً يُسأل فيها عطاءٌ، فيستجيبَ لكم".