للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

منها كبيرة من كبائر الذنوب، كما قال -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر: ٥٦].

٢ - (ومنها): تحريم رؤية النفس، واستعظام شأنها، واحتقار غيرها، فإنه من الكبائر أيضًا.

٣ - (ومنها): وجوب التواضع لله تعالى، وللمسلمين، ففي "صحيح مسلم" مرفوعًا: "وإن الله أوحى إليّ أن تواضعوا، حتى لا يَفْخَر أحدٌ على أحد، ولا يبغ أحدٌ على أحد".

٤ - (ومنها): تحريم القول بأن فلانًا من أهل النار، وكذا من أهل الجنّة، إلا لمن أخبر عنه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بذلك، كالعشرة المبشّرين بالجنّة، ولقد أحسن من قال، وأجاد في المقال:

وَلَا تَقُلْ هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارَ … كَلَّا وَلَا هَذَا مِنَ الأَبْرَارِ

إِلَّا لِمَنْ أَخْبَرَ عَنْهُ الْمُصْطَفَى … فَالنَّارُ وَالْفَوْزُ لِمَنْ قَدْ وَصَفَا

٥ - (ومنها): وجوب خوف المؤمن من إحباط عمله بسوء الأدب مع الله، ومع عباد الله تعالى، قال الإمام البخاريّ -رَحِمَهُ اللهُ- في "صحيحه": "باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله، وهو لا يشعر"، وقال إبراهيم التيميّ: ما عَرَضت قولي على عملي إلا خَشِيت أن أكون مكذِّبًا، وقال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحدٌ يقول: إنه عليّ إيمان جبريل، وميكائيل، ويُذكر عن الحسن: ما خافه إلا مؤمن، ولا أَمِنه إلا منافقٌ. وما يُحذَر من الإصرار على النفاق، والعصيان من غير توبة؛ لقول الله تعالى: {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: ١٣٥]. انتهى (١).

٦ - (ومنها): ما قاله النوويّ -رَحِمَهُ اللهُ-: في الحديث دلالةٌ لمذهب أهل السُّنَّة في غفران الذنوب بلا توبة؛ إذا شاء الله تعالى غفرانها، واحتجت المعتزلة به في إحباط الأعمال بالمعاصي الكبائر، ومذهب أهل السُّنَّة أنها لا تُحبط إلا بالكفر، ويُتأوّل حبوط عمل هذا على أنه سقطت حسناته في مقابلة سيئاته،


(١) "صحيح البخاريّ" ١/ ٢٦.