للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والقيام عليها؛ لتكمل صيانتها، فيُرْغَبَ في تزويجها، قال القرطبيّ: ولهذا المعنى قال علماؤنا: لا تسقط النفقة عن والد الصبية بنفس بلوغها، بل بدخول الزوج بها. انتهى (١).

وقال النوويّ رحمه الله: معنى عالهما: قام عليهما بالمؤنة، والتربية، ونحوهما، مأخوذ من العَول، وهو القُرْب، ومنه: ابدأ بمن تعول، ومعناه: جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين. انتهى (٢).

(جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ") قال القاضي عياض رحمه الله: قوله: "من عال جاريتين جاء يوم القيامة أنا وهو، وضمّ أصابعه" كذا في كتاب مسلم، ويَحْتَمِل أن تمامه: كهاتين، أو كهذه، وضمّ أصابعه، كما قال في الحديث الآخر: "كهاتين، وقرَن أصابعه". انتهى (٣).

قال الجامع عفا الله عنه: عندي الأولى أن المراد بقوله: (وَضَمَّ أَصَابِعَهُ): إصبعيه، وهما الوسطى، والتي تليها، كما هو مفسّر في رواية ابن حبّان؛ يعني: أنه - صلى الله عليه وسلم - قرن بين إصبعيه إشارةً إلى قُرب فاعل ذلك منه درجةً، أو في السَّبْق ودخول الجنّة؛ أي: دخل مصاحبًا لي قريبًا مني؛ يعني: أن ذلك الفعل مما يُقرِّب درجة ذلك الفاعل إلى درجة النبيّ - صلى الله عليه وسلم -.

وقال ابن حبّان: رحمه الله في "صحيحه" بعد إخراج الحديث من طريق ثابت، عن أنس، بلفظ: "من عال ابنتين، أو ثلاثًا، أوأختين، أو ثلاثًا، حتى يَبِنَّ، أو يموت عنهنّ، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين"، وأشار بإصبعه الوسطى، والتي تليها، قال ابن حبّان رحمه الله: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "كنت أنا وهو في الجنة كهاتين" أراد به في الدخول والسبق، لا أن مرتبة من عال ابنتين، أوأختين في الجنة كمرتبة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - سواء. - انتهى (٤)، والله تعالى أعلم.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- هذا من أفراد المصنّف رحمه الله.


(١) "المفهم" ٦/ ٦٣٦ - ٦٣٧.
(٢) "شرح النوويّ" ١٦/ ١٨٠.
(٣) "مشارق الأنوار" ٢/ ٤٠٥.
(٤) "صحيح ابن حبان" ٢/ ١٩١.