للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هريرة: "من لم يبلغ الحنث"، وهذا السياق ظاهره أن هذه الزيادة عن أبي هريرة موقوفةٌ، ويَحْتَمِل أن يكون المراد: أن أبا هريرة وأبا سعيد اتفقا على السياق المرفوع، وزاد أبو هريرة في حديثه هذا القيد، وهو مرفوع أيضًا، وقد تقدم في "العلم" من طريق أخرى عن شعبة بالإسناد الأول، وقال في آخره: "وعن ابن الأصبهانيّ: سمعت أبا حازم، عن أبي هريرة، وقال: ثلاثة لم يبلغوا الحنث"، وهذه الزيادة في حديث أبي سعيد من رواية شريك، وفي حِفظه نَظَر، لكنها ثابتة عند مسلم من رواية شعبة عن ابن الأصبهانيّ.

وقال في "الفتح": وعبَّر بقوله: "ولد" ليتناول الواحد فصاعدًا، وإن كان حديث الباب قد قَيَّد بثلاثة، أو اثنين، لكن وقع في بعض طرقه ذِكر الواحد، ففي حديث جابر بن سمرة مرفوعًا: "من دَفَن ثلاثة، فصبر عليهم، واحتَسَب، وجبت له الجنة، فقالت أم أيمن: أو اثنين؟ فقال: أو اثنين، فقالت: وواحد، فسكت، ثم قال: وواحد"، أخرجه الطبرانيّ في "الأوسط"، وحديثِ ابن مسعود، مرفوعًا: "من قدم ثلاثة من الولد، لم يبلغوا الحنث، كانوا له حصنًا حصينًا من النار، قال أبو ذر: قَدَّمت اثنين، قال: واثنين، قال أُبَيّ بن كعب: قدّمت واحدًا، قال: وواحدًا"، أخرجه الترمذيّ، وقال: غريب، وعنده من حديث ابن عباس، رفعه: "من كان له فرطان من أمتي أدخله الله الجنة، فقالت عائشة: فمن كان له فرط، قال: ومن كان له فرط .. . ." الحديث.

قال الحافظ: وليس في شيء من هذه الطرق ما يصلح للاحتجاج، بل وقع في رواية شريك التي عَلّق البخاريّ إسنادها: "ولم يسأله عن الواحد"، وروى النسائيّ، وابن حبان من طريق حفص بن عبيد الله، عن أنس أن المرأة التي قالت: واثنان، قالت بعد ذلك: يا ليتني قلت: وواحد.

وروى أحمد من طريق محمود بن لبيد، عن جابر، رفعه: "من مات له ثلاث من الولد، فاحتسبهم دخل الجنة"، قلنا: يا رسول الله واثنان؟ قال محمود: قلت لجابر: أراكم لو قلتم: وواحد، لقال: وواحد، قال: وأنا أظن ذلك.

قال الحافظ: وهذه الأحاديث الثلاثة أصحّ من تلك الثلاثة، لكن روى البخاريّ من حديث أبي هريرة، مرفوعًا: "يقول الله عز وجل: ما لعبدي المؤمن