في "مسنده"(١١٩٠)، و (ابن منده) في "الإيمان"(٢٨٩ و ٢٩٠ و ٢٩١)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٨ و ١٠٥ و ٥٦٣ و ٥٦٤)، و (الضياء) في "المختارة"(٤/ ٣٨١)، و (الطبرانيّ) في "الأوسط"(٢/ ١٤٦)، و (أبو يعلى) في "مسنده"(٥/ ٣٧٣ و ٦/ ٣٤ و ١٨٠)، و (الرويانيّ) في "مسنده"(٢/ ٣٩٠)، و (البيهقيّ) في "شعب الإيمان"(٢/ ١٣١)، و (تمام الرازيّ) في "الفوائد"(١/ ٢٢٤)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة"(٣٤٧٧ و ٣٤٧٥ و ٣٤٧٦ و ٣٤٧٩)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان فضل حب الله تعالى، ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، والصالحين، وأهل الخير الأحياء والأموات، فإنه يكون معهم في الجنّة.
وقد أخرج الطبرانيّ عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: جاء رجل إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله إنك لأحبّ إلي من نفسي، وإنك لأحب إليّ من ولدي، وإني لأكون في البيت، فأذكرك، فما أصبر حتى آتيَ، فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك، عرفت أنك إذا دخلت الجنة رُفعت مع النبيين، وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك، فلم يَرُدّ عليه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - شيئًا، حتى نزل جبريل؛ بهذه الآية:{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ}[النساء: ٦٩]، قال الحافظ الهيثميّ: رواه الطبرانيّ في "الصغير"، و"الأوسط"، ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن عمران العابديّ، وهو ثقة. انتهى (١).
٢ - (ومنها): أن من فضل محبة الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - امتثال أمرهما، واجتناب نهيهما، والتأدب بالآداب الشرعية، قاله النوويّ رحمهُ اللهُ.
وقال القاضي عياض رحمهُ اللهُ: فيه أن محبة الله تعالى، ومحبّة رسوله - صلى الله عليه وسلم - الاستقامة على طاعتهما، وترك مخالفتهما، وإذا أحبّهما تأدّب بآداب شريعتهما، ووقف عند حدودهما، وأن حبة لله، ولنبيّه - صلى الله عليه وسلم -، ولمن أحبه من الصالحين، ومَيْله بقلبه إليهم إنما ذلك كلّه لله تعالى، وطاعة له، وثمرة صحّة