للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أنه إذا أحب عبدًا حبّبه إلى خلقه، وهم شهداء الله في الأرض. انتهى (١).

وقال النوويّ رحمه الله: قال العلماء: معناه: هذه البشرى المعجّلة له بالخير، وهي دليل على رضاء الله تعالى عنه، ومحبته له، فيحببه إلى الخلق، كما سبق في الحديث: "ثم يوضَع له القبول في الأرض"، هذا كلّه إذا حَمِده الناس من غير تعرّض منه لِحمدهم، وإلا فالتعرض مذموم. انتهى (٢)، والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي ذرّ - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف رحمه الله.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٥١/ ٦٦٩٨ و ٦٦٩٩] (٢٦٤٢)، و (ابن ماجه) في "الزهد" (٤٢٢٥)، و (أحمد) في "مسنده" (٥/ ١٥٦ و ١٥٧ و ١٦٨)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (٣٦٦ و ٥٧٦٨)، و (أبو القاسم البغويّ) في "الجعديّات" (١١٩٧)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة" (٤١٣٩ و ٤١٤٠)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان فضل الإخلاص في الأعمال، حيث إن الله تعالى يوقع في قلوب عباده محبّة صاحبها، وثناءهم عليه، ورضاهم عنه، وهذا من البشرى المعجّلة لذلك الشخص، وهذا معنى قوله في الحديث الماضي: "ثم يوضَع له القبول في الأرض".

ومن جملة تلك البشرى بشرى الملائكة للمؤمن عند احتضاره، كما ذكره الله سبحانه وتعالى بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٣٠) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (٣١) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (٣٢)} [فصلت: ٣٠ - ٣٢].

وأما بشرى الآخرة فجنة النعيم، قال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ


(١) "كشف المشكل من حديث الصحيحين" ص ٢٤٥.
(٢) "شرح النوويّ" ١٦/ ١٨٩.