للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عبد الرَّحمن بن محمد بن عبد الله بن عبدٍ القاريّ المدنيّ، نزيل الإسكندرية، حليف بني زُهرة، ثقة [٨] (ت ١٨١) (خ م د ت س) تقدم في "الإيمان" ٣٥/ ٢٤٥.

٢ - (أَبُو حَازِمٍ) سلمة بن دينار، الأعرج التمّار المدنيّ القاصّ، مولى الأسود بن سفيان، ثقةٌ عابدٌ [٥] مات في خلافة المنصور (ع) تقدم في "الإيمان" ٥٠/ ٣١٣.

٣ - (سَهْلُ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ) هو: سهل بن سعد بن مالك بن خالد الأنصاريّ الخزرجيّ، أبو العباس الصحابيّ ابن الصحابيّ -رضي الله عنهما-، مات سنة ثمان وثمانين، وقيل: بعدها، وقد جاوز المائة (ع) تقدم في "الإيمان" ٥٠/ ٣١٣.

و"قتيبة" ذُكر قبله.

[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:

أنه من رباعيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللهُ-، وهو (٤١٥) من رباعيّات الكتاب.

شرح الحديث:

(عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ) -رضي الله عنهما-؛ (أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ الرَّجُلَ)

بضم الجيم، وفيه لغة بسكونها، وذِكْر الرجل وصفٌ طرديّ، والمراد: المكلّف رجلًا، أم امرأة، إنسيًّا أم جنيًّا، وكذا يقال فيما بعده (١). (لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ) وفي نسخة: "ليعمل عمل الجنّة(فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ)؛ أي: فيما يظهر من أمره للناس، وفيما يشاهدونه من حاله، (وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ) جملة حاليّة، وهذا محمول على المنافق، والمرائي، بخلاف ما تقدّم فإنه يتعلق بسوء الخاتمة.

وقال الزركشيّ: قوله: "فيما يبدو للناس" زيادة حسنة -أي: يظهر للناس- ترفع الإشكال من الحديث، وهو من أهل النار بسبب دسيسة باطنة لا يطّلع الناس عليها، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار، من المعاصي فيما يبدو للناس، وهو من أهل الجَنَّة؛ لخصلةِ خير خفيّة تغلب عليه آخر عمره، فتوجب حسن الخاتمة، أما باعتبار ما في نفس الأمر فالأول لَمْ يصحّ له عمل قطّ؛ لأنه


(١) "فيض القدير شرح الجامع الصغير" للمناويّ ٢/ ٣٣٠.