للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

على الصحيح، وهو والد عبد الله، ثقةٌ [٣] مات على رأس المائة (م د ت س) تقدم في "الجهاد والسِّيَر" ٤٦/ ٤٦٧٦.

والباقيان ذُكرا قبله.

وقوله: (أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ) قال في "الفتح": إضافة الله خلق آدم إلى يده في الآية إضافة تشريف، وكذا إضافة روحه إلى الله. انتهى (١).

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: قوله: "إضافة الله خلق آدم إلى يده في الآية إضافة تشريف" هكذا قال الحافظ في "الفتح"؛ يعني: أنه من المجاز، لا من الحقيقة، وفيه نظر، بل الحقّ أنه على ظاهره، وأن لله تعالى يدًا حقيقيّة، تليق بجلاله، لا تشبه يد الخلق، فنحن نثبت ما أثبته لنفسه من اليد والأصابع، والعين، والوجه، ونحو ذلك، من غير تمثيل، ولا تكييف، ولا تعطيل، ولا تحريف، وكون الإضافة حقيقية يستفاد منها مع إثبات اليد تشريف آدم -عَلَيْهِ السَّلام- وذريته، حيث خلقه الله -عَزَّ وَجَلَّ- بيده، فتبصّر، والله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- الهادي إلى سواء السبيل.

ثم رأيت الشيخ البرّاك قال تعليقًا على كلام الحافظ المذكور، فقال: أما إضافة الروح التي نُفخت في آدم إلى الله، فهي من إضافة المخلوق إلى خالقه، لا من إضافة الصفة إلى الموصوف، فإضافتها إذًا إلى الله تعالى إضافة تشريف، كما ذكره الحافظ -رَحِمَهُ اللهُ-.

وأما إضافة خلق آدم إلى يده -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فلأنّ خَلْقه كان باليدين، وفي هذا تشريف لآدم على سائر المخلوقات، وقد دلّ على هذه الفضيلة لآدم -عَلَيْهِ السَّلام- الكتاب والسُّنَّة المتواترة، قال تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: ٧٥]، وهذا التركيب لا يَحْتَمل إلا الخلق باليدين، وهذا بيّن على منهج أهل السُّنَّة والجماعة المثبِتين لليدين، وسائر صفات الله تعالى، وأما الذين ينفون حقيقة اليدين عن الله تعالى، ويتأولونها في الآية بالقدرة، أو النعمة، فعلى قولهم لا يكون لآدم خصوصيّة ومزيّة على غيره، فلا يكون في إضافة الخلق إلى اليدين تشريف حقيقيّ، بل تشريف لفظيّ.

وقول الحافظ في هذه الإضافة: إضافة تشريف: لفظه يَحتَمل التشريف


(١) "الفتح" ١٥/ ٢٣٤.