للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرح الحديث:

(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه -.

[تنبيه]: روى البخاريّ هذا الحديث من طريق جرير - يعني: ابن عبد الحميد - عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

فقال في "الفتح": قوله: "عن أبي صالح" لم أره من حديث الأعمش إلا بالعنعنة، لكن اعتَمَد البخاريّ على وَصْله؛ لكون شعبة رواه عن الأعمش، كما سأذكره، فإن شعبة كان لا يحدث عن شيوخه المنسوبين للتدليس إلا بما تحقق أنهم سمعوه.

وقوله: "عن أبي هريرة" كذا قال جرير، وتابعه الفضيل بن عياض، عند ابن حبان، وأبو بكر بن عياش عند الإسماعيليّ، كلاهما عن الأعمش، وأخرجه الترمذيّ عن أبي كريب، عن أبي معاوية، عن الأعمش، فقال: عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أو عن أبي سعيد، هكذا بالشك للأكثر، وفي نسخة: وعن أبي سعيد بواو العطف، والأول هو المعتمَد، فقد أخرجه أحمد عن أبي معاوية بالشك، وقال: شك الأعمش، وكذا قال ابن أبي الدنيا، عن إسحاق بن إسماعيل، عن أبي معاوية، وكذا أخرجه الإسماعيليّ من رواية عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أو عن أبي سعيد، وقال: شك سليمان - يعني: الأعمش - قال الترمذيّ: حسن صحيح، وقد رُوي عن أبي هريرة من غير هذا الوجه؛ يعني: كما تقدم بغير تردد. انتهى (١).

(عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -) أنه (قَالَ: "إِنَّ للهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيارَةً) مبالغة في السائرة؛ أي: يسيرون في الأرض، وفي رواية: "سيّاحين(فُضْلًا) قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: ضبطوه على أوجه:

أحدها: - وهو أرجحها، وأشهرها في بلادنا - "فُضُلا" بضم الفاء، والضاد.

والثانية: بضم الفاء، وإسكان الضاد، ورجّحها بعضهم، وادَّعَى أنها أكثر وأصوب.


(١) "الفتح" ١٤/ ٤٥٨ "كتاب الدعوات" رقم (٦٤٠٨).