للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:

أنه من خُماسيّات المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -، وأنه مسلسل بالمدنيين، سوى شيخه، وقد دخل المدينة للأخذ عن مالك وغيره، وفيه مالك أحد الأئمة الأربعة، وفيه أبو هريرة - رضي الله عنه -، تقدّم القول فيه قريبًا.

شرح الحديث:

(عَنْ سُمَيٍّ) بسين مهملة، مصغّرًا، وفي رواية أبي بكر بن أبي شيبة في "مسنده": عن زيد بن الْحُبَاب، عن مالك: حدّثني سُمَيّ مولى أبي بكر، أخرجه ابن ماجه، وفي رواية عبد الله بن سعيد بن أبي هند: عن سُمَيّ مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث. (عَنْ أَبِي صَالِحٍ) ذكوان السمّان، (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه -، وفي رواية عبد الله بن سعيد: "أنه سمع أبا هريرة"؛ (أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ)؛ أي: لا معبود بحقّ، وقوله: (إِلَّا اللهُ) قيل: في موضع رفع بدلًا من "لا إله" لا خبرٌ؛ لأن "لا" لا تعمل في المعارف، ولو قلنا: خبر للمتبدإ، أو لـ "لا" فلا يصح أيضًا؛ لِمَا يلزم عليه من تنكير المبتدإ، وتعريف الخبر، لكن قال السفاقسيّ: قد أجاز الشلوبين أن خبر المبتدأ يكون معرفة، ويسوغ الابتداء بالنكرة في النفي. انتهى (١).

قال الجامع عفا الله عنه: عندي أن ما أجازه الشلوبين هو الحقّ، فقوله: "إلا الله" هو الخبر؛ لأن هذه الجملة جملة مفيدة دون تقدير، فلا حاجة إلى ما تكلّفه الكثيرون من تقدير الخبر، فتأمله بالإنصاف، ولا تكن أسير التقليد، وبالله تعالى التوفيق.

ثم أكّد الحصر المستفادَ من "لا إله إلا الله" بقوله: (وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ) و"شريك" مبني على الفتح، وخبر "لا" متعلق قوله: "له" مع ما فيه من تكثير حسنات الذاكر، فـ "وحدَهُ" حال مؤوّلة بـ "منفردًا"؛ لأن الحال لا تكون معرفة، "ولا شريك له" حال ثانية، مؤكدة لمعنى الأُولى. (لَهُ الْمُلْكُ) بضم الميم،


(١) "شرح الزرقاني على الموطّأ" ٢/ ٣٥.