(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -؛ أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبحُ، وَحِينَ يُمْسِي)؛ أي: فيهما بأن يأتي ببعضها في هذا، وببعضها في هذا، أو في كل واحد منهما، وهو الأظهر، لكن كلام النوويّ الآتي يؤيد الأول، وكأنه اعتبر المتيقن الذي هو الأقل.
(سُبْحَانَ اللهِ)؛ أي: تنزيهًا لله تعالى عما لا يليق به من كل نقص، (وَبِحَمْدِهِ) الواو للحال؛ أي: سبحان الله حال كوني ملتبسًا بحمدي له من أجل توفيقه لي للتسبيح، (مِائَةَ مَرَّةٍ) سواء كانت متوالية، وهو الأفضل، والأَولى، وخصوصًا في أوله، أو متفرقة بعضها أول النهار، وبعضها آخره، (لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ) هذا القائل، وهو قول المائة المذكورة، (إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ) هذا القائل، (أَو زَادَ عَلَيْهِ") قال الطيبيّ؛ أي: يكون ما جاء به أفضل من كل ما جاء به غيره، إلا مما جاء به من قال مثله، أو زاد عليه، قيل: الاستثناء منقطع، والتقدير: لم يأت أحد بأفضل مما جاء به، لكن رجل قال مثل ما قاله، فإنه يأتي بمساواته، ولا يستقيم أن يكون متصلًا إلا على التأويل، نحو قوله:
وقيل: التقدير: لم يأت أحد بمثل ما جاء به، أو بأفضل مما جاء به إلخ، والاستثناء متصل.
ودلّ الحديث على أن من زاد على العدد المذكور، كان له الأجر المذكور والزيادة، فليس ما ذكره تحديدًا لا يجوز الزيادة عليه، كما في عدد الطهارة، وعدد الركعات. انتهى، والله تعالى أعلم.
مسألتان تتعلَّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا بهذا السياق من أفراد المصنّف رَحِمَهُ اللهُ.