للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الألسنة، وإن لم يَرِد في الصحيح (١)، وقال الطيبيّ رَحِمَهُ اللهُ: لم يرد في أكثر الروايات إلا عن الإمام أحمد بن حنبل، فإنه أردفها بقوله: "العليّ العظيم". انتهى (٢).

قال الجامع عفا الله عنه: قد صحّ الختم بـ "الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ"، كما هو عند مسلم هنا، وصحّ الختم أيضًا بـ "العليّ العظيم"، فقد أخرج ابن ماجه في "سننه" بسند صحيح عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من تعارّ من الليل، فقال حين يستيقظ: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم، ثم دعا: رب اغفر لي، غفر له. . ." الحديث.

وقد جمع بينهما ابن حبّان في "صحيحه" في حديث الباب، ولفظه: "قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم العزيز الحكيم" (٣).

والحاصل: أن الختم قد صحّ بهما، والله تعالى أعلم.

(قَالَ (الأعرابيّ: (فَهَؤُلَاءِ) الْجُمَل المذكورة (لِرَبِّي)؛ أي: ثناء، وحمد، وتمجيد لربيّ سبحانه وتعالى، (فَمَا لِي)؛ أي: فأيّ شيء من الدعاء لنفسي؟ (قَالَ) - صلى الله عليه وسلم -: ("قُلِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي)؛ أي: استر سيّئاتي، وامح خطيئاتي، (وَارْحَمْنِي) بالتوفيق للطاعة في حركاتي، وسكناتي، (وَاهْدِنِي) لأحسن الأحوال، والأخلاق، قال ابن حبّان رَحِمَهُ اللهُ: كل ما في هذه الأخبار: "اللَّهُمَّ اهدني"، "اللَّهُمَّ إني أسألك الهدى"، وما يُشبهها من الألفاظ، إنما أريد بها: الثبات على الهدى، والزيادة فيه؛ إذ محال أن يدعو المؤمن بسؤال الهداية، وقد هداه الله (٤) قبل ذلك. انتهى (٥).


(١) "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" ٥/ ٢٠٩.
(٢) "الكاشف عن حقائق السنن" ٦/ ١٨٣٣.
(٣) "صحيح ابن حبان" ٣/ ٢٢٦.
(٤) وقع في النسخة: "أن يؤمن المؤمن بسؤال الزيادة"، والظاهر أنه تصحيف.
(٥) "صحيح ابن حبان" ٣/ ٢٢٦.