للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (١٠١)} [المؤمنون: ١٠١]، وقد أمر اللَّه تعالى بالمسارعة إلى مغفرته ورحمته بالأعمال، كما قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (١٣٣) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} [آل عمران: ١٣٣ - ١٣٤]، وقال: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (٥٧) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (٥٨) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (٥٩) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (٦٠) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (٦١)} [المؤمنون: ٥٧ - ٦١].

قال ابن مسعود: يأمر اللَّه بالصراط، فيُضرَب على جهنم، فيمرّ الناس على قَدْر أعمالهم زمرًا زمرًا، أوائلهم كلمح البرق، ثم كمرّ الريح، ثم كمرّ الطير، ثم كمرّ البهائم، حتى يمرّ الرجل سعيًا، وحتى يمرّ الرجل مشيًا، حتى يمرّ آخرهم يتلبّط على بطنه، فيقول: يا رب لِمَ أبطأت بي؟ فيقول: إني لم أُبطئ بك، إنما أبطأ بك عملك (١).

وفي "الصحيحين" عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حين أنزل عليه: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (٢١٤)} [الشعراء: ٢١٤]: "يا معشر قريش اشتروا أنفسكم من اللَّه، لا أغني عنكم من اللَّه شيئًا، يا بني عبد المطلب لا أغني عنكم من اللَّه شيئًا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من اللَّه شيئًا، يا صفية عمة النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لا أغني عنك من اللَّه شيئًا، يا فاطمة بنت محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- سليني ما شئت لا أغني عنك من اللَّه شيئًا".

وفي رواية خارج "الصحيحين": "إن أوليائي منكم المتقون، تأتي الناس بالأعمال، وتأتوني بالدنيا، تحملونها على رقابكم، تقولون: يا محمد، يا محمد، فأقول: قد بلَّغت".

وخرّج ابن أبي الدنيا من حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال "إن أوليائي المتقون يوم القيامة، وإن كان نَسَب أقرب من نسب، يأتي الناس بالأعمال، وتأتوني بالدنيا، تحملونها على رقابكم، تقولون: يا محمد، يا محمد، فأقول: هكذا، وهكذا"، فأعرض في كِلا عِطفيه.


(١) حسنٌ مرفوعًا وموقوفًا.