للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نظر؛ فإنه لا يقصر ذلك على ما في القرآن، بل يُلحق به في الجواز الأدعية المأثورة، والذي يمتنع الدعاء به في الصلاة عند الحنفية ما يُشْبه كلام الناس، وهو ما لا يستحيل سؤاله من العباد، فلا يَرِد عليه بهذا الحديث، لكن يَرِد عليه بغيره من الأحاديث، واللَّه أعلم. انتهى.

٥ - (ومنها): ما قال القاضي عياض: جاء دعاؤه -صلى اللَّه عليه وسلم- في هذه الأحاديث وغيرها جملة، كقوله: "فتنة المحيا والممات"، فقد أدخل فيه جميع دعاء الدنيا والآخرة، وجاء تفصيلًا، كقوله: "أعوذ بك من المأثم والمغرم"، وهذا داخل في فتنة المحيا، وجاء دعاؤه بالتعوذ من عذاب القبر، وعذاب النار، وفتنة القبر، وهو داخل في فتنة الممات، فدل على جواز الدعاء بالوجهين، وقد جاءت الأحاديث بالأمر بالدعاء إلى اللَّه تعالى في كل شيء، وإن كان قد رُوي عن بعض السلف استحباب الدعاء بالجوامع، كما تقدم في الاستعاذة من فتنة المحيا والممات، وسؤأل العفو والعافية في الدنيا والآخرة، ولكل مقام مقال. انتهى.

٦ - (ومنها): أن فيه ذكرَ العامّ بعد الخاصّ؛ لأن عذاب النار، وعذاب القبر من فتنة الممات، وذكر الخاص بعد العامّ؛ لأن شر المسيح الدجال من فتنة المحيا.

٧ - (ومنها): أن فيه إثباتَ عذاب القبر، وهو مذهب أهل الحقّ خلافًا للمعتزلة، وقد اشتهرت به الأحاديث حتى كادت أن تبلغ حدّ التواتر، والإيمان به واجب. انتهى ما كتبه الحافظ وليّ الدين -رَحِمَهُ اللَّهُ- (١)، وهو بحثٌ مفيدٌ، واللَّه تعالى أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رَحِمَهُ اللَّهُ- أوّلَ الكتاب قال:

[٦٨٤٨] (. . .) - (وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ).


(١) "طرح التثريب شرح التقريب" ٣/ ١٠٧ - ١١١.