وقال ابن هشام في "التوضيح": ينوب المصدر عن الظرف إذا كان مُعَيّنًا لمقدار، نحو: انتظرتك حلبَ ناقة.
وقال أبو حيان في "شرح التسهيل": قال الصفّار في "شرح الكتاب": أعلم أن المصدر إذا استُعمِل في معنى الظرف جاز أن يضاف إلى الفعل، تقول: أتيتك ريث قام زيد؛ أي: قَدْر بطء قيامه، فلما خرجت إلى الظرف جاز فيها ما جاز في الظرف.
ثم إن نَصْب زِنَة بخصوصها على الظرفية منصوص عليه من سيبويه، وأئمة النحو.
قال ابن مالك في "شرح التسهيل": من البخاري مجرى ظرف الزمان باطّراد مصادر، قامت مقام مضاف إليها تقديرًا، نحو قولهم: هو قرب الدار، ووزن الجبل، وزِنَته.
والمراد بالاطّراد: أن لا تختص ظرفيته بعاملٍ مّا، كاختصاص ظرفية المشتقّ من اسم الواقع فيه. انتهى.
وقال أبو حيان في "شرح التسهيل": وذكر سيبويه من المنتصب ظرفًا: صددك، وصفيك، ووزن الجبل، وزنة الجبل، وأقطار البلاد، وهذه كلها ينصبها الفعل اللازم لإبهامها. انتهى.
وقال في "الارتشاف": فرّق سيبويه بين وزن الجبل، وزنة الجبل، فمعنى وزن الجبل: ناحية توازنه؛ أي: تقابله قريبةً كانت منه، أو بعيدةً، وزنة الجبل: حذاءه؛ أي: متصلة به، وكلاهما مبهم، يصل إليهما الفعل، وينتصب ظرفًا. انتهى.
وقد قال التوربشتي شارح "المصابيح" في هذا الحديث: زنة عرشه: ما يوازنه في القَدْر، يقال: هو زنة الجبل؛ أي: حذاؤه في الثقل والرّزانة. انتهى.
وهذا منه إيماء إلى تخريج الحديث على الظرفية، وقد خرّجوا على الظرفية ما هو أبلغ من ذلك، رُوي أن معاوية استَعْمَل ابن أخيه عمرو بن عُتبة بن أبي سفيان على صدقات كلب، فاعتدى عليهم، فقال ابن العَدّاء الكلبيّ [من البسيط]: