(فَانْطَلَقَتْ)؛ أي: ذهبت فاطمة -رضي اللَّه عنها- إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (فَلَمْ تَجِدْهُ) -صلى اللَّه عليه وسلم-، وفي رواية:"فلم تصادفه" وفي رواية: "فلم توافقه"، وهي بمعنى تصادفه، وفي رواية:"فأتته، فوجدت عنده حُدّاثًا -بضم الحاء المهملة، وتشديد الدال، وبعد الألف مثلثة؛ أي: جماعة يتحدثون- فاستحْيَتْ، فرجَعَت"، فيُحْمَل على أن المراد: أنها لم تجده في المنزل، بل في مكان آخر كالمسجد، وعنده من يتحدث معه (١).
(وَلَقِيَتْ) بكسر القاف، (عَائِشَةَ) أم المؤمنين -رضي اللَّه عنها- (فَأخْبَرَتْهَا، فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَخْبَرَتْهُ)؛ أي: النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (عَائِشَةُ) -رضي اللَّه عنها- (بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ) -رضي اللَّه عنها- (إِلَيْهَا) وفي رواية مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عند جعفر الفِرْيابيّ في "الذكر"، والدارقطني في "العلل": "حتى أتت منزل النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلم توافقه، فذكرت ذلك له أم سلمة، بعد أن رجعت فاطمة".
ويُجمع بأن فاطمة التمسته في بيتَيْ أمَّي المؤمنين.
وقد وردت القصة من حديث أم سلمة نفسها، أخرجها الطبريّ في "تهذيبه" من طريق شهر بن حوشب عنها، قالت:"جاءت فاطمة إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تشكو إليه الخدمة. . . " فذكرت الحديث مختصرًا.
وفي رواية السائب:"فأتت النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: ما جاء بك يابنية؟ قالت: جئت لأسلّم عليك، واستحْيَت أن تسأله، ورجعت، فقلت: ما فعلتِ؟ قالت: استحييت".
قال الحافظ: وهذا مخالف لِمَا في "الصحيح"، ويمكن الجمع بأن تكون لم تَذْكر حاجتها أوّلًا على ما في هذه الرواية، ثم ذكرتها ثانيًا لعائشة لمّا لم تجده، ثم جاءت هي وعليّ على ما في رواية السائب، فذكر بعض الرواة ما لم يذكر بعض.
وقد اختصره بعضهم، ففي رواية مجاهد عند البخاريّ:"أن فاطمة أتت النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- تسأله خادمًا، فقال: ألا أخبرك ما هو خير لك منه؟ ".
وفي رواية هُبيرة:"فقالت: انطَلِقْ معي، فانطلقتُ معها، فسألناه، فقال: ألا أدلكما. . . " الحديث.