للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أصحاب السنن الأربعة في حديثٍ، أوله: "خصلتان لا يُحصيهما عبد إلا دخل الجنة"، وصححه الترمذيّ، وابن حبان، وفيه ذِكر ما يقال عند النوم أيضًا.

قال: ويَحْتَمِل إن كان حديث السائب عن عليّ محفوظًا أن يكون عليّ ذكر القصتين اللتين أشرت إليهما قريبًا معًا، قال: ثم وجدت الحديث في "تهذيب الآثار" للطبريّ، فساقه من رواية حماد بن سلمة، عن عطاء، كما ذكرتُ، ثم ساقه من طريق شعبة، عن عطاء، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عمرو؛ أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أمر عليًّا وفاطمة إذا أخذا مضاجعهما بالتسبيح، والتحميد، والتكبير. . . فساق الحديث، فظهر أن الحديث في قصة عليّ وفاطمة، وأن من لم يذكرهما من الرواة اختصر الحديث، وأن رواية السائب إنما هي عن عبد اللَّه بن عمرو، وأن قول من قال فيه عن عليّ لم يُرِد الرواية عن عليّ، وإنما معناه عن قصة عليّ، وفاطمة، كما في نظائره. انتهى (١).

(أَنْ تُكَبِّرَا اللَّهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، وَتُسَبِّحَاهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدَاهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ) ولفظ البخاريّ: "فكبّرا أربعًا وثلاثين، وسبّحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين"، قال في "الفتح": كذا هنا بصيغة الأمر، والجزم بأربع في التَّكبير، وفي رواية بدل مثله، ولفظه: "فكبرا اللَّه"، ومثله للقطان، لكن قَدّم التسبيح، وأخَّر التَّكبير، ولم يذكر الجلالة، وفي رواية عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، وفي رواية السائب، كلاهما مثله، وكذا في رواية هُبيرة عن عليّ، وزاد في آخره: "فتلك مائة باللسان، وألف في الميزان"، وهذه الزيادة ثبتت أيضًا في رواية هُبيرة، وعمارة بن عبد معًا عن عليّ، عند الطبرانيّ، وفي رواية السائب كما مضى، وفي حديث أبي هريرة عند مسلم كالأول، لكن قال: "تسبِّحين" بصيغة المضارع، وفي رواية عَبيدة بن عمرو: "فأمرنا عند منامنا بثلاث وثلاثين، وثلاث وثلاثين، وأربع وثلاثين، من تسبيح، وتحميد، وتكبير".

وفي رواية غندر للكشميهنيّ مثل الأول، وعن غير الكشميهنيّ: "تكبّران" بصيغة المضارع، وثبوت النون، وحُذفت في نسخة، وهي إما على أن "إذا" تعمل عمل الشرط، وإما حذفت تخفيفًا.


(١) "الفتح" ١٤/ ٣١٧ - ٣١٨، "كتاب الدعوات" رقم (٦٣١٨).