للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٩ - (ومنها): أن فيه حملَ الإنسان أهله على ما يَحمل عليه نفسه، من إيثار الآخرة على الدنيا، إذا كانت لهم قدرة على ذلك.

١٠ - (ومنها): جواز دخول الرجل على ابنته، وزوجها بغير استئذان، وجلوسه بينهما في فراشهما، ومباشرة قدميه بعض جسدهما، قاله المهلّب.

وتعقّبه الحافظ في قوله: "بغير استئذان"، فقال: فيه نظر؛ لأنه ثبت في بعض طرقه أنه استأذن فقد ورد من رواية عطاء، عن مجاهد في "الذكر" لجعفر، وأصله عند مسلم، وهو في "العلل" للدارقطنيّ أيضًا بطوله.

وأخرج الطبريّ في "تهذيبه" من طريق أبي مريم: سمعت عليًّا يقول: "إن فاطمة كانت تدقّ الدَّرْمَك (١) بين حجرين، حتى مَجَلت يداها. . . " فذكر الحديث، وفيه: "فأتانا وقد دخلنا فراشنا، فلما استأذن علينا تخششنا لنلبس علينا ثيابنا، فلما سمع ذلك قال: كما أنتما في لحافكما".

ودفع بعضهم الاستدلال المذكور؛ لعصمته -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلا يلحق به غيره، ممن ليس بمعصوم (٢).

١١ - (ومنها): أن في الحديث منقبةً ظاهرةً لعليّ وفاطمة -رضي اللَّه عنهما-.

١٢ - (ومنها): أن فيه بيانَ إظهار غاية التعطف والشفقة على البنت والصهر، ونهاية الاتحاد رفع الْحِشْمة (٣) والحجاب حيث لم يزعجهما عن مكانهما، فتركهما على حالة اضطجاعهما، وبالغ حتى أدخل رجله بينهما، ومكث بينهما حتى علّمهما ما هو الأَولى بحالهما من الذِّكر عوضًا عما طلباه من الخادم، فهو من باب تلقي المخاطب بغير ما يطلب؛ إيذانًا بأن الأهمّ من المطلوب هو التزود للمعاد، والصبر على مشاقّ الدنيا، والتجافي عن دار الغرور.

١٣ - (ومنها): ما قاله الطيبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: فيه دلالة على مكانة أم المؤمنين عائشة -رضي اللَّه عنها- من النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- حيث خصَّتها فاطمة بالسِّفَارة بينها وبين أبيها، دون سائر الأزواج.


(١) "الدَّرْمَكُ" كجعفر: دقيق الْحُوَّارَى. اهـ "ق".
(٢) "الفتح" ١٤/ ٣٢١، "كتاب الدعوات" رقم (٦٣١٨).
(٣) "الْحَشْمة" بكسر، فسكون: الحياء، والانقباض. اهـ. "ق".