آمِينَ)؛ أي: استجب يا اللَّه دعاء هذا الداعي، ثم بعد التأمين قال له: (وَلَكَ بِمِثْلٍ")؛ أي: لك مثل ما دعوت به لأخيك. (قَالَ) صفوان: (فَخَرَجْتُ) من منزل أبي الدرداء بعدما سمعت الحديث من أم الدرداء مرسَلًا، (إِلَى السُّوقِ، فَلَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ) -رضي اللَّه عنه- (فَقَالَ لِي) أبو الدرداء (مِثْلَ ذَلِكَ)؛ أي: مثل ما قالت أمّ الدرداء من سؤاله عن حجه العام، وطلب الدعاء منه، وإخباره بالحديث، حال كون أبي الدرداء -رضي اللَّه عنه- (يَرْوِيهِ)؛ أي: ينقله مباشرة (عَنِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-) لا كما روته أم الدرداء بالإرسال.
والحديث من أفراد المصنّف، وقد سبق تخريجه، وللَّه الحمد والمنّة.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رَحِمَهُ اللَّهُ- أوّلَ الكتاب قال:
١ - (يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ) السلميّ، أبو خالد الواسطيّ، تقدّم قريبًا.
والباقيان ذُكرا في الباب وقبله.
وقوله:(وَقَالَ: عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ) فاعل "قال" ضمير يزيد بن هارون؛ يعني: أن يزيد قال في روايته: "عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ" ذَكَره بنَسَبه، بخلاف عيسى بن يونس، فإنه قال: "عن صفوان" ولم يذكر نَسَبه، وأما قوله: "وهو ابن عبد اللَّه بن صفوان" فإنه ملحَق ممن بعده، فتنبّه.
[تنبيه]: رواية يزيد بن هارون عن عبد الملك بن أبي سليمان هذه ساقها الإمام أحمد -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "مسنده"، فقال:
(٢٧٥٩٩) - حدّثنا يزيد بن هارون، أنا عبد الملك، عن أبي الزبير، عن صفوان بن عبد اللَّه، وكانت تحبه أم الدرداء، فأتاهم، فوجد أم الدرداء، فقالت له: أتريد الحج العام؟ فقال: نعم، قالت: فادع لنا بخير، فإن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يقول: "إن دعوة المرء المسلم مستجابة لأخيه بظهر الغيب، عند رأسه