رجاء، عن ابن عباس، وكلا الإسنادين ليس فيه مقال، ويَحْتَمِل أن يكون عن أبي رجاء عند كل منهما.
وقال الخطيب في "المدرج": رَوى هذا الحديث أبو داود الطيالسيّ، عن أبي الأشهب، وجريز بن حازم، وسَلْم بن زَرِير، وحماد بن نَجيح، وصخر بن جويرية، عن أبي رجاء، عن عمران، وابن عباس به، ولا نعلم أحدًا جمع بين هؤلاء، فإن الجماعة رووه عن أبي رجاء، عن ابن عباس، وسَلْم إنما رواه عن أبي رجاء، عن عمران، ولعل جريرًا كذلك، وقد جاءت الرواية عن أيوب، عن أبي رجاء بالوجهين، ورواه سعيد بن أبي عروبة، عن فِطْر، عن أبي رجاء، عن عمران، فالحديث عن أبي رجاء عنهما، واللَّه أعلم. انتهى (١).
قال الجامع عفا اللَّه عنه: قد تبيّن بما ذُكر أن الحديث ثابت عن كل من ابن عبّاس، وعمران بن حصين -رضي اللَّه عنهم-، فأما حديث ابن عبّاس فأخرجه مسلم، وأشار إليه البخاريّ بما علّقه، وأما حديث عمران -رضي اللَّه عنه- فأخرجه البخاريّ بلفظ حديث ابن عبّاس، وسيأتي لمسلم بعد هذا مختصرًا من رواية مطرّف بن عبد اللَّه عن عمران، واللَّه تعالى أعلم.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [١/ ٦٩١٣ و ٦٩١٤ و ٦٩١٥ و ٦٩١٦](٢٧٣٧)، و (الترمذيّ) في "صفة جهنّم"(٢٦٠٢)، و (النسائيّ) في "الكبرى"(٥/ ٣٩٩)، و (أحمد) في "مسنده"(١/ ٢٣٤ و ٣٥٩ و ٤/ ٤٢٩)، و (الطبرانيّ) في "الكبير"(١٢/ ١٦٢ و ١٦٣)، و (ابن الجعد) في "مسنده"(١/ ٤٤٧)، و (اللالكائيّ) في "اعتقاد أهل السُّنَّة"(٦/ ١١٨٥)، وفوائده تقدّمت قبله، واللَّه تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رَحِمَهُ اللَّهُ- أوّلَ الكتاب قال: