كَتْبه، وإني أعلم في أي كتاب هو، في أي ورقة هو، في أي صفح هو، في أيّ سطر هو. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: حضر عند أبي زرعة محمد بن مسلم -يعني: ابن وارة- والفضل بن العباس المعروف بفضلك، فجرى بينهم مذاكرة، فذكر محمد بن مسلم حديثًا، فأنكر فضلك الصائغ، فقال: يا أبا عبد اللَّه ليس هكذا هو، فقال: كيف هو؟ فذكر رواية أخرى، فقال محمد بن مسلم لأبي زرعة: أَيْشٍ تقول؟ فسكت، فألح عليه، فقال: هاتوا أبا القاسم ابن أخي، فدُعي له، فقال: اذهب، فادخل بيت الكتب، فَدَعِ القِمَطْر الأول، والثاني، والثالث، وعُدّ ستة عشر جزءًا، وائتني بالجزء السابع عشر، فذهب فجاء بالدفتر، فتصفح أبو زرعة، وأخرج الحديث فدفعه إلى محمد بن مسلم، فقرأه، وقال: نعم غَلِطنا.
قال أبو سعيد بن يونس: مات بالريّ آخر يوم من ذي الحجة سنة أربع وستين ومائتين، وقال ابن المنادي: كان مولده سنة مائتين، وقال ابن حبان في "الثقات": كان أحد أئمة الدنيا في الحديث، مع الدين، والورع، والمواظبة على الحفظ، والمذاكرة، وتَرْك الدنيا، وما فيه الناس، تُوُفّي سنة (٢٦٨). كذا قال، وفي "الزهرة": روى عنه مسلم حديثين (١). انتهى.
روى عنه المصنِّف، والترمذيّ، والنسائيّ، وابن ماجه، وليس له في هذا الكتاب إلا هذا الحديث.
٢ - (ابْنُ بُكَيْرٍ) هو: يحيى بن عبد اللَّه بن بكير المخزوميّ مولاهم المصريّ، وقد يُنسب إلى جدّه، ثقة في الليث، وتكلموا في سماعه من مالك، من كبار [١٠](ت ٢٣١) وله سبع وسبعون سنةً (خ م ق) تقدم في "الإمارة" ١٣/ ٤٧٨٥.
٣ - (يَعْقوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) بن محمد بن عبد اللَّه بن عبدٍ القاريّ -بتشديد التحتانية- المدنيّ، نزيل الإسكندرية، حليف بني زُهْرة، ثقةٌ [٨](ت ١٨١)(خ م د ت س) تقدم في "الإيمان" ٣٥/ ٢٤٥.
٤ - (مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ) بن أبي عيّاش -بتحتانية، ومعجمة- الأسديّ، مولى آل الزبير، ثقةٌ فقيهٌ، إمام في المغازي [٥] لم يصحّ أن ابن معين لَيّنه مات سنة (١٤١) وقيل: بعد ذلك (ع) تقدم في "الإيمان" ٨١/ ٤٣٣.